إلى وقتنا هذا على الترخيص في ذلك في الأمهات وغيرها، ولا يرون بأسا برسم فواتح السور، وعدد آياتها، ورسم الخموس والعشور في مواضعها، والخط أمر يقع عن إجماعهم.
وقد ذكرنا الأخبار الواردة بذلك كله لدينا عن المتقدمين من التابعين وغيرهم في كتابنا "المصنف/ في النقط".
قال الحافظ: ولا أستجيز النقط بالسواد لما فيها من التغيير لصورة الرسم، وقد وردت الكراهة بذلك عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وعن غيره من علماء الأمة.
وكذلك لا يستجيز جمع القراءات شتى بألوان مختلفة في مصحف واحد، على ما أشار إليه أهل عصرنا، وقد جهل ما في ذلك من الكراهة ممن تقدمه؛ لأن من أعظم التخليط فيه والتغيير لمرسومه.
وأن يستعمل [للنقط] لونان، الحمرة والصفرة، فتكون الحمرة للحركات والتنوين، والتخفيف والتشديد، والسكون والوصل والمد، وتكون الصفرة للهمزات خاصة، وعلى ذلك مصاحف أهل المدينة فيما حدثنا به أحمد بن عمر بن محفوظ، عن محمد بن أحمد الإمام، عن عبد الله [بن