ويمكن الجمع بوجه آخر وهو: إن هذا الحديث ليس فيه ظهور الملك، فيمكن أن يكون هذا قبل وحي (اقرأ)، ووحي (اقرأ) كان بظهور الملك، وبه حصل العلم واليقين للنبي صلى الله عليه وسلم بأنه رسول الله، فوحي (اقرأ) هو الأول بالنسبة إلى حصول المشافهة واليقين، وهذا أول بالنسبة إلى أنه أول وحي سمعه في اليقظة.
وأما من ذهب إلى أن أول ما نزل البسملة، فلما روى الواحدي بسنده عن عكرمة والحسن قال: أول ما نزل من القرآن: (بسم الله الرحمن الرحيم) وأول سورة: (اقرأ باسم ربك).
قال السيوطي - رحمه الله تعالى - في الإتقان: وعندي أن هذا لا يعد قولاً برأسه، فإنه من ضرورة نزول السورة نزول البسملة معها، فهي أول آية على الإطلاق.