يحن اشتيقاقاً والهاً متولعاً ... إلى المربع السامي بدومة جندل
أراع فؤادي بالنوى وحديثه ... وسلسل دمعي بالحديث المسلسل
وأحرمني طيب المنام وإنه ... تسلم قلبي قبل يوم الترحل
فيا أيها المولى الذي حاز سيرة ... ترفق بصب بالبعاد مبلبل
ولاطفه إن حان الوداع تكرماً ... وروّق له كأس الحديث وعلل
وإن فزت بالمسرى إلى الحي والحمى ... ونحت به فامنن بحسن الترسل
وللمترجم
لهفي على وادي العقيق وبانه ... وعريب نجد أحكموا توثيقي
شام الحداة الأبرقين فأرعدت ... مني الجوانح من لظى التفريق
يا جيرة لكم السيادة إنني ... أرجو اصطباري مبرد التشويق
وله أيضاً
إن لاح برق الغور أو هب الصبا ... أو صاح ورق بالأرائك تصدح
أو رنم الحادي الركاب مهيماً ... فدموع جفني كالسحائب تسفح
مالي وللواشي العذول وفي الحشا ... يوم النوى نار الصبابة تسرح
وكتب إليه بعض أحبابه بقوله مضمناً
لربك سرّ قد خفا كنه أمره ... على كل غوّاص نبيل مسدّد
فكم عازم والحق بنقض عزمه ... وكم غافل والسعد وافى بمسعد
فسلم له ما شاءه فهو عالم ... وإياك والتدبير في كل مقصد
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ... ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
فأجابه بقوله
شهدنا خفايا السرّ منه حقيقة ... بحسن تلاقينا على غير موعد
علمنا به صدق المودّة والوفا ... نتيجة حق قد خلت عن تردد
وها قد بدت مني إليك بشارة ... تحوز بها العلياء في كل مشهد
فلا زالت الأيام تهديك منحة ... بتحقيق آمال وابلاغ مقصد
وللمترجم مضمناً
أروم وقد طال النوى طيب نظرة ... وأستخبر الركبان من كل وجهة
وأستعطف الأيام كيما تجود لي ... بحسن اتصال في خيام العشيرة
وفي كبدي حراء هاج لهيبها ... ومن فرط ما ألقى جرت عين عبرتي
على أنني للدهر أغفر ما جنى ... وأنشد بيتاً يقتضي حسن وصلتي