هو من قول الشيخ عبد الرحمن الموصلي
أنبت عذار أم شقائق روضة ... مشى فوقها نمل بأرجله حبر
وهو ناظر إلى قول العارف الشيخ أيوب
انظر إلى السحر يجري في لواحظه ... وانظر إلى دعج في طرفه الساجي
ر انظر إلى شعرات فوق وجنته ... كأنما هن نمل دبّ في عاج
ومن ذلك قول بعضهم
كأن عارضه والشعر عارضه ... آثار نمل بدت في صفحة العاج
توحلت في لطيم المسك أرجلها ... فعدن راجعة من غير منهاج
وما أحسن قول البارع أحمد الشاهيني
دب العذار بخدّه ثم انثنى ... فكأنه في وجنتيه مروّع
نمل يحاول نقل حبة خاله ... فتمسه نار الخدود فيرجع
وللمترجم متغزلاً
أقسمت بالدر من ثغر وما نسقا ... والخال من خدّه الباهي وما عبقا
وليل شعر على الأجياد منجدل ... وبارق من ثناياه لقد برقا
ما شمت قط لباهي حسنه شبهاً ... بين الظباء فسبحان الذي خلقا
هو الغزال فما أحلى تلفته ... كم عاشق هام فيه مذله عشقا
يسبي العقول إذا ما ماس في حلل ... من الجمال وكم قلب به علقا
مقسم الوجه منه البدر مفتضح ... أنى يضاهيه بدر تمّ واتسقا
فاق الحسان سنى من نور غرّته ... فلاح في بدر تم فوق غصن نقا
أفديه ذا هيف يرنو لعاشقه ... كالظبي ملتفتاً كالغصن ممتشقا
ذو مبسم برد قد راق منهله ... والمسك من طيبه الفوّاح قد نشقا
أعيذ طلعته من شرّ حاسده ... وغاسق وعذول لومه غسقا
قد ماس في حسنه يختال متشحاً ... ومال في تيهه عجباً وما رمقا
وراش لي أسهماً من هدب مقلته ... أصمت فؤاد المعنى عندما رشقا
يا ويح قلبي مما قد لقيت أسى ... في حبه زاد وجدي والحشا خفقا
يا أيها المعرض المسبي بقامته ... رفقاً بقلب كئيب زدته حرقا
كسوت جسمي نحولاً في هواك ولم ... يدع صدودك والهجران لي رمقا
كم ذا أقاسيه من فرط الغرام ومن ... تلوّع واصطباري عنك قد نفقا
عطفاً على صبك المضني الشجي كرما ... قد طلق النوم جفني واكتسى أرقا