ولقد أمسكت عما به أطنبت وأغربت وأعرضت عن جواب ما أبديت وأعربت واخترت الايجاز على الاطناب لأن الوقت غير مستطاب والمحل غير قابل للخطاب على أن ترك الجواب أولى من الجواب وفي هذا القدر كفاية وفي امساك عنان اليراع صواب انتهى ومن شعر المترجم ما كتبه إلي مادحاً بقوله
يا تائهاً ببديع لفظ كلامه ... وبنثر درّ من جمان نظامه
وبحسن آداب ورونق منطق ... وبما حواه من ذكا أفهامه
خضعت مصاقع عصره لما رأوا ... فضفاض فضل فاض من انعامه
فغدا الفصيح لديه أبكم عاجزاً ... وتبين الملسان من تمتامه
وانقادت الفصحاء طوع يمينه ... وغدت له منقادة بزمامه
وأهاله من أروع وسميذع ... أربت فضائله على أقوامه
لما رأوه فاق كل مهذب ... كل أطاع بلفظه وبهامه
فاق الألى ورقى العلا بشهامة ... فغدا لعمرك شامة في شامه
وإذا ثوى في مجمع أو محفل ... فتراه بدراً كاملاً بتمامه
لا بدع فهو الشهم نخبة دهرنا ... وخليلنا المفضال في اعظامه
نجل الكرام إلا مجدين بلا مرا ... من قد سموا كالبدر مع أنجامه
ورث الفضائل كابراً عن كابر ... بل نال فخر المجد يوم فطامه
من عمني من فضله بهدية ... من جوده بل من ندى انعامه
يمضي الزمان ولا أقوم بشكره ... حسبي بذاك سموّه بمقامه
فالله يوليه الجزاء من فضله ... ويعمه بالفيض من اكرامه
وتدوم رفعته على أقرانه ... بمزيد عز شامخ بدوامه
مولاي إني قد أتيتك زائراً ... ومهنئاً بالعيد في أيامه
تحيا وتبقى في سرور عائداً ... في طيب عيش في مدى أعوامه
ما بلبل الأفراح قام مغرّداً ... فوق الغصون الملد في ترنامه
وكتب إلي يطلب مني مبراة أقلام
يا سيداً حاز من كل الفنون ومن ... بديع خط كذا آلات أرقام
أرجوك مولاي مبراة تساعدني ... على الكتابة في اصلاح أقلامي
وكتب إلي أيضاً مرة قوله وقد عاقه المطر عن زيارتنا
أيا مولى له شوقي ... ومالي عنه مصطبر
مرادي أن أزوركم ... ولكن عاقني المطر