نوره الرحمن أوجده ... قبل خلق للسوى أزلا
ثم لما شمسه ظهرت ... عنه كل العالم انفصلا
ثم تم السعد حين بدا ... خاتماً للرسل واكتملا
وتحدّى فاهتدى رجل ... فائز وارتاب من خذلا
ثم ما قد جاء فيه لنا ... كله والله قد نقلا
وكتاب الله أكبر ما ... جاءنا فيه بنا اتصلا
فهو أسنى نعمة ظهرت ... فضلها والله ما جهلا
وهو باب الله أيّ فتى ... من سواه جاء ما دخلا
يا نبياً جاء يرشدنا ... للهدى إذ أوضح السبلا
يا رسولاً مدحه أبدا ... هو أولى ما به اشتغلا
قد مددت الكف ملتمسا ... منك معروفاً ومبتهلا
يا كريماً لم يردّ لمن ... سال الاحسان قط بلا
يا منيلاً برّه أبدا ... لمن استجدى ومن سالا
حمل الأحباب نحوك من ... بعد والعبد ما حملا
بل تبقى في دمشق لدى ... أيّ سقم فيه قد نزلا
لبس الأحزان فهي له ... كغشاء فوقه انسدلا
فاغتدى يذري الدموع أسى ... راجياً أن يبلغ الأملا
ويرى الأعتاب ملتثما ... تربها والدمع قد هطلا
فأجرني آخذاً بيدي ... وقل المرجوّ قد حصلا
وصلاة الله واصلة ... لك ما غيث السما انهملا
مع سلام لا يزال على ... ربعك المعمور متصلا
والرضا عن صاحبيك فكم ... مهجة في الله قد بذلا
وهما الصديق سيدنا ... وكذا الفاروق من عدلا
ثم ذي النورين خير فتى ... بجلابيب الحيا اشتملا
وعليّ باب كل هدى ... منك للأحباب قد وصلا
وكذا الأصحاب أجمعهم ... مع جميع الآل خير ملا
وبهم يرجو الاغاثة من ... كربه عبد غدا وجلا
مصطفى الويسيّ مرتجياً ... بهم أن يحسن العملا
ويرى عقبى الأمور إلى ... فرج آلت وما انخذلا