عركتنا عرك الأديم الكروب ... وبسهم الردى رمتنا الخطوب
فاختلاف شق العصا باتفاق ... فيه حمقى حجاهم مسلوب
أقسم السيف لا يقرّ بجفن ... دون كشف عما تسر القلوب
جرّدته يد عن الخير شلا ... ء وفي الشرّ بطشها مرهوب
فاصطبحنا من ذاك كأس ارتياع ... واغتبقنا ما الجسم منه يذوب
فلصدر الشريف منا زفير ... ولقلب التقيّ فينا وجيب
وعلمنا بأنّ لله لطفاً ... من إليه التجي فليس يخيب
فابتهلنا إليه نضرع بالشك ... وى ونبكي فهو القريب المجيب
فتجلت سحائب الخوف عن شم ... س من الأمن لا تكاد تغيب
وأظلت دمشق رايات من أن ... قصد النجم فهو منه قريب
الوزير الكبير من رأيه الثا ... قب في المعضل السديد المصيب
كم له من يد لدى الحرب بيضا ... ء إذا ما اكفهرّ يوم عصيب
يتلقى الجموع منه هزبر ... صدره في الوغى فسيح رحيب
ضاحك الثغر بادي البشر منه ... حيث للحرب يقرع الظنبوب
ثابت الجاش إذ تطيش المواضي ... في مقام به الرضيع يشيب
صحبته طفلاً وكهلاً وكم أثر ... وصفا في الصاحب المصحوب
فإذا جرّد اليمانيّ أو هز ... الردينيّ منه زند صليب
فرّق الجمع مثل تفريق أحوى ال ... عصف في البيد فرّقته الجنوب
جاء والشام سيف ذي البغى فيها ... مصلت من دم المطيع خضيب
وعليها أخنى الزمان وقد أج ... دب من فيحها المكان الخصيب
فحبت نار ذلك البغى حتى ... أصبحت لا يشام منها لهيب
وتعرّت جموعها عن فراق ... ما لجمع التصحيح منه نصيب
فثغور الشآم تفترّ بشراً ... وببيت الطعام يعلو النحيب
وترى الأرض وهي مخضرّة الأر ... جا سقاها الحيا الغمام السكوب
وذراها الفسيح لم يلف فيه ... منذ حل الوزير أرض جدوب
فعلى دوحها بشكر عليه ... وثناء قد غرّد العندليب
وأقمنا وللسان مجال ... بثناء يذكو شذا ويطيب
يصبح النطق قاصراً إنّ تقصي ... ر ذوي النطق فيه أمر غريب
فهلموا معاشر الفصحاء ال ... لسن للشكر جملة وأجيبوا