له راحة في لثمها كل راحة ... وكف بها وقع النوائب بنكف
فتى حليت أسماعنا بصفاته ... ففي كل أذن من محاسنها شنف
تأرجت الأرجاء من طيب نشرها ... وفي كل قطر فاج قطر بها عرف
وله مادحاً جناب السيد سعيد أفندي ابن المرحوم شيخ ميرزا زاده
قلب له بين الضلوع خفوق ... عن حمل أعباء البعاد يضيق
ما زال يذكر من دمشق مسرة ... تصفو مناهل أنسها وتروق
جاد الحيا منها رياضاً قد حلا ... فيها اصطباح مؤنس وغبوق
ما ثم إلا نرجس أو وجنة ... للورد كللها الندى وشقيق
وتطارح الآداب بين أحبة ... كل بساحر لفظه منطيق
أخلاقهم تحكي النسيم لطافة ... وكأنّ أفهام الجميع بروق
نيطت بأجياد البلاغة منهم ... درر فرائد نظمهن نسيق
طابت مجالس أنسهم فكأنها ... دارين يعبق مسكها المسحوق
ما زال يحسدني الزمان عليهم ... وأنا بأسهم كيده مرشوق
حتى غدت أيدي الفراق تقودني ... لتحيط بي من بعد ذاك فروق
بلد بها عز الخلافة مانع ... عن أن ينال مرامه مخلوق
ما لم يكن عضداً له ذو همة ... عليا بعيني سؤدد مرموق
وكأنني بالمبتغي متيسراً ... مفت به المجد الأثيل حقيق
فرد المعارف والمكارم من له ... أصل بفعل المكرمات عريق
من شب في حجر الفضائل والتقى ... يسمو على كل الورى ويفوق
من لا يزال يجول في أفكاره ... فهم لتنقيح العلوم دقيق
ويسوقه لمكارم الأخلاق أن ... يختارها ويحبها التوفيق
من ليس مثل أبيه بين مشايخ ... الاسلام بالمجد الرفيع خليق
فرد مضى لسبيله وكأنه ... فيما أكنّ من التقى الصديق
إن رمت تدري هديه فانظر إلى ... هدى ابنه يبدو لك التحقيق
فهو السعيد بنيل كل فضيلة ... يقفو بها نهج السداد طريق
تالله لي فيه أكيد محبة ... عقدي عليها في الفؤاد وثيق
يا خير من منه لمن يرجوه في ... حاجاته وجه النجاح طليق
ما خاب مثلي في المجئ لبلدة ... ولها بمثلك بهجة وشروق
فاسعف أخا ثقة بجاهك إنه ... وافاك ملهوفاً وأنت شفيق