لا زلت للمرجوّ خير مؤمّل ... ما ماس غصن في الرياض وريق
وله أيضاً وقد كتبها إلى فتحي أفندي الدفتري
هبّ النسيم فللصبوح فهاته ... وأدره ممزوجاً بريق شفاته
سيال ياقوت حكى أو ذائباً ... من خالص الابريز في كاساته
يصفو عن الأكدار راشف كأسه ... كصفائه عنها لدى حاناته
هات أسقنيه والهزار مردّد ... في الروضة الغنا فصيح لغاته
وأصخ إلى الناي الرخيم ممازجاً ... للعود والسنطير في دقاته
في روضة عبث الصبا من غصنها ال ... ممشوق منه القدّ في عذباته
قد كاد يحكي في الملاحة قدّ من ... تهوى لو أن البدر من ثمراته
إنّ احمرار الورد فيها خجلة ... من نرجس يرنو إلى وجناته
يحظى بصرف همومه في ضمنها ... من يصرف الدينار في لذاته
هذا هو الأنس الذي من ناله ... يسهو عن المكروه من أوقاته
كم شنّ غارات عليّ وقلما ... أمسى خليّ البال من غاراته
حسدتني الأيام إذ أنا ساحب ... ذيل التنعم في فضا ساحاته
وأسرّح الطرف المقرّح جفنه ... من بعد مس البعد في جناته
في قصره السامي الذي قصر الهنا ... وجميع ما يهوى على غرفاته
لله ذاك السلسبيل وقد غدا ... يجري لجين الماء فوق صفاته
ما زال وارده يرد عليه من ... ماء الحياة به لذيذ حياته
عذبت موارده عذوبة طبع من ... شاد المكارم في ذرى جنباته
من ضم للمجد الأثيل معالياً ... قعساء غرّاً نالها من ذاته
ذو مجلس جمع المفاخر كلها ... لكنّ أنس النفس بعض صفاته
فيه من الأدباء خير عصابة ... يحشون سمعهم بدرّ نكاته
وأباح كيس المكرمات لأنه ... يتلو عليه الفتح من آياته
كم جاس موقف شدّة لم يثنه ... أو يثني الجوّاس بيض ظباته
سل عمراً المشهور عن اقدامه ... واسأل ليوث الغاب عن عزماته
قد نال كل الجدّ في حركاته ... وخلا مع التدبير في سكناته
نظمت في سمط القريض فرائداً ... منها تعلق في طلي أبياته
فأنا لذاك وإن أكن عن ذاته ... ناء فلي أنس بقرب صفاته