للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وانظر ترى أوصاف حسن جماله ... يقضي بها تحقيق صدق المخبر

يا حسنه لما بدا متمايلاً ... يبدي دلالاً في القباء الأخضر

يسعى إليّ بطاسة مجلوّة ... قد عطرت مملؤة بالسكر

وغدا ينادمني بأعذب منطق ... فثملت منه بالحديث المسكر

وتروّحت روحي بأهنى ساعة ... سمحت بها كف الزمان الأعسر

سقياً لها طابت معاهد ذكرها ... ما فاح روض بالشذا المتعطر

وقوله عاقداً حكماً

روى عليّ لنا من وعظه حكماً ... نثراً فأودعتها في عقد منتظم

لو بالنضار على لوح العلا رقمت ... وكان للحظ جفني موضع القدم

لكان ذا دون ما يقضي المقام به ... وكيف لا وعليّ مبدع الكلم

فهذب النفس واصغي للحديث بها ... وإن أبيت فما قولي لذي صمم

الملك في الصبر ثم الصبر ناصره ... رياسة العلم ثم البرّ في الكرم

وإن ترد راحة لا تحسدن أحداً ... والصمت فيه شفا من وصمة السقم

وأخلو فلا تستغب وأنس إذا تليت ... آي الكتاب فكم فيه من الحكم

وإن ترد رفعة في منهج حسن ... فبالتواضع ترقى هامة القمم

والشكر ينتجه حسن الرضى أبداً ... ثم الكرامة في التقوى مع اللمم

والصدق في المرء ينشأ عن مروءته ... فلا تمن تلق فيه زلة القدم

واقنع تكن عابداً واذكر فإنّ به ... ثقل الموازين يوم الحشر للأمم

فتلك أربع عشر منه قابلها ... نظيرها فانتهجها نهج محتكم

وهاكها كلما أبدت لنا حكماً ... تكفيك معتصماً مع حسن مختتم

وقوله ملغزاً في مشموم

أيا مولى حوى فضلاً وفهماً ... بفطنته يفوق على اياس

به روض البديع غدا نضيراً ... وأغصان البلاغة في امتياس

تضوّع نشره فشفى وأغنى ... بطيب وروده عن كل آس

وطالعه وناظره سعيد ... لنا من فضله حسن اقتباس

فبالألغاز يكشف ما توارى ... عن الأفهام في حجب التباس

فديت أين لنا ما اسم نراه ... لدى التحقيق مفعولاً خماسي

مسمى فيه تفريح لروح ... ويهدي وصفه بعض الحواس

تراه في الربا طوراً وطوراً ... على الأيدي وطوراً فوق رأس

<<  <  ج: ص:  >  >>