وقوله
يا حسن روض الصالحية إنه ... صدحت بمنبر دوحه الأطيار
قد أثبتت أنهارها خبر الصفا ... وروت أحاديث الشذا الأزهار
وقصوره قد زخرفت بمحاسن ... تجري لنا من تحتها الأنهار
وقوله متشوقاً إلى دمشق
دمشق وما شوقي إليك قليل ... فهل لي بواديك النضير مقيل
وهل أغتدي يوماً بفئ ظلاله ... فظلّ رباه للسراة ظليل
وهل أجتلي يوماً محاسن ربوة ... فمنظرها بين الرياض جميل
وهل أزدهي بالنير بين ودوحه ... بروض به غصن السرور يميل
وهل ترتوي عيني بمشهد سفحه ... ويضحى فؤادي بالغرام ثميل
وهل لي لسفح الصالحية أوبة ... فإني لهاتيك الرحاب أميل
نعمت زماناً بالمرابع والحمى ... وروض زماني بالصفاء بليل
وقد بعدت عني وشط مزارها ... ومالي إليها بالوصول سبيل
وصبري عفت يوم الفراق رسومه ... ووجدي تبدّي وقت حان رحيل
وقلبي حمول بالجفا متوقد ... وطرفي همول بالدموع يسيل
وطالت ليال بعد كانت قصيرة ... بوصل وليل المغرمين طويل
أروّح روحي بالغرام وبالمنى ... ليبرد مني لوعة وغليل
وأبرد قلبي بالنسيم تعلة ... لديكم وهل يشفى العليل عليل
وله
ولما التقينا والحبيب بحاجر ... وقد عبقت بالطيب منه نسائمه
تبسم عجباً من حديث مدامعي ... فما برقه الساري به وغمائمه
وحين تثني وانثنيت ترنما ... تعلم منا بأنه وحمائمه
وقال
وقائلة والبين سل حسامه ... وقد حاطني للوجد جيش عرمرم
إلى كم بوشك البين أنت مروّعي ... متى تنقضي الأسفار والشوق محكم
فقلت لها والدمع مني مسلسل ... وجمر الغضى بين الجوانح مضرم
دعيني من الاشفاق مالي حيلة ... إلى جانب الأقدار أمري مسلم
وله أيضاً
أصبح الخدّ منك جنة عدن ... تزدهي غير دانيات القطوف
وبه إذ زهوره يانعات ... مجتلي أعين وشم أنوف