أجرت عيوني دموعي غير عالمة ... واستخبرت من جواها الدمع كيف جرى
وقوله
ألا ليت شعري تبلغ النفس سؤلها ... ويغدو لها بالنير بين مقيل
وهل تشهد العينان بهجة سفحها ... ويشفى فؤادي والنسيم عليل
وقوله
ومن عجب نار الفراق تأججت ... وأجفان عيني بالمدامع تسفح
وأعجب منها أنني أكتم الهوى ... ودمعي لديوان الصبابة يشرح
وأعجب من هذين حزني على النوى ... وإن أخا ودّي بذلك يفرح
وأعجب من تلك العجائب كلها ... بأني على التذكار أمسى وأصبح
وقوله
رحلت بجسمي والغرام مصاحبي ... وزاد زفير بالحشا وعويل
ووجدي حاد والهيام مطيتي ... ووادي الغضى لي منزل ومقيل
وله أيضاً قوله
سقى الوسمي عهود الجامعية ... وحياها الصبا صبحاً عشيه
وغنى بلبل الأفراح فيها ... بألحان وأصوات شجيه
وأنشقنا النسيم عبير زهر ... يفوق شذا بأنفاس ذكيه
وأشهدنا السعود شموس حسن ... تزيد سناً على الشمس المضيه
وأرشفنا الهنا كأس التصابي ... بحان ربى معاهده الزهيه
فيالله من يوم تقضي ... بمغناها بلذات شهيه
وأتحفنا الزمان بجمع شمل ... بأقمار شمائلهم سنيه
وقد بسط الربيع لنا بساطاً ... تزركش بالزهور الجوهريه
وبشر الأنس ينبي عن سرور ... بأخبار الصفا والجامعيه
وجدول نهره يروى حديثاً ... تسلسل بالمياه الكوثريه
يميس به لطيف القدّ أحوى ... حوى رقى برقته الجليه
فريد الحسن في مصر وشام ... يذكرنا العهود اليوسفيه
شقائق خدّه تزهو بخال ... نوافحه شذاها عنبريه
فدته الروح من ظبي أنيس ... بلفتة جيده صاد البريه
شهدنا حسن مشهده فهمنا ... بمطلع حسن غرّته البهيه