أهيم إذا غنى ابن ورقاء في الربا ... وأسمع منه لحنه فأنوح
رمتني صروف النائبات بأسهم ... لها في فؤادي والصميم جروح
ولكن بمولائي أرى كل كربة ... تزول ومنها الدمع كان سفوح
وإني وإني في حماك ومن يكن ... جوارك أمسى منه فهو ربيح
وعذراً فقد وافتك مني بخجلة ... وشعري بمدح في سواك شحيح
وليس بمحص بعض وصفك مادح ... ولو جاء منه للمديح مديح
ولكنها ترجو السماح كرامة ... وأنت عن الذنب العظيم صفوح
ودم في سعود وارتقاء ونعمة ... بعمر طويل عنه قصر نوح
فراجعه عنها بقوله
مخائل سعد للعيون تلوح ... بوجه سريّ للسموّ طموح
قرينة عز في غضون جبينه ... فتغدو لبشراها له وتروح
فتى من سارة الناس ممن تقدموا ... لنيل المعالي والركاب سبوح
أديب أريب فاضل متفضل ... بليغ ولفظ الدرّ منه فصيح
تغذى لبان الفضل في حال مهده ... غبوق له منها روا وصبوح
امام همام في الفهوم مقدّم ... وفي الأدب الغض الطري فصيح
كريم حوى وصف الكرام وفعلها ... سمى مصطفى والفعل منه مليح
فخذ بعض شذر واغض عن قصر قاصر ... وسامح بفضل فالكريم سموح
وللمترجم قوله
فرائد درّ في صحائف ألماس ... ونور رياض في مهارق قرطاس
والادراري الأفق ضمن سفينة ... تسير بلج من ذخارف أنفاس
إذا كان قاموساً لها علم ماجد ... فبحر خضمّ لا يقاس بمقياس
فكيف وربانيها في مسيرها ... له قلم يجري كسابق أفراس
همام حوى وصل الكرام وفعلها ... وفاق العلى بالفضل كالعلم الراسي
سليل أساطين فحول ضراغم ... هم من ذرى العليا في قنن الرأس
تكلف فكري وصف بعض صفاته ... فتاه بموماة وعام بمغماس
وكيف ونيل النجم أقرب ماربا ... لفكري أو أحصى علاه بأنفاس
فشكري لآل للعماديّ حامد ... ومدحهم فرضي لتطهير أدناس
فلا زال ناديهم لمثلي ملجا ... إذا الدهر لاقاني بصورة عباس
وقوله مادحاً أيضاً ومؤرخاً اتمام الحواشي التي جمعها الممدوح على كتاب دلائل الخيرات