وله أيضاً
هو الله لا إثبات إلا لذاته ... تقدّس ذو الافضال واللطف والعفو
فلا تغترر بالكائنات بأسرها ... وكل الذي تلقى زوال إلى محو
وأيامنا برق ونحن خلاله ... خيال مضى بين البطالة واللهو
وهل نحن إلا للفناء مصيرنا ... ومنا قلوب قد تميل إلى الزهو
رمتني صورف النائبات بأسهم ... وأصمت رماياها بصدق ولم تشو
وهل تعتب الأيام شخصاً إذا بكى ... ويجمع منه الدهر عضواً إلى عضو
ومن هجوه في بني آدم جميعاً قوله
قوم كائن القر كان خليقة ... لهم فأعرى الايك من أوراقها
لو شاهدوا فلساً بأقصى لجة ... في البحر لانتزعوه من أعماقها
أو يسألوا معشار عشر شعيرة ... فاضت نفوسهم على أنفاقها
فعلى نفوسهم الخبيثة لعنة ... تستوجب الافراط في استغراقها
ملؤا أقاليم البلاد ضلالة ... واستنزحوا الأموال من آفاقها
ورأيت غير المترجم هجا بني آدم بقوله
بني آدم لا بارك الله فيكم ... لأنتم شرار الناس بين الخلائق
خلت منكم الدنيا من العدل والهدى ... ولم يبق إلا فاسق وابن فاسق
وأوسعتم الآفاق بغياً وجفوة ... وهيهات منكم صادق الوعد فائق
وأنتم ظروف الزور والبغي والأذى ... وما راج منكم غير كل منافق
تمنيت عمري أن أرى غير غادر ... فما شمت إلا عائقاً وابن عائق
غصبتم حقوق الناس ثم ملأتم ... جوانب هذا الكون من كل فاسق
عليكم من الله الجليل مصائب ... تكون عليكم مثل وقع الصواعق
أقول وكلا الرجلين بلغ في الهجو إلى أقصى حده وهجا نفسه مع أبيه وجده فنرجو من واهب العقول أن يغفر ذنوب من أساء أنه أكرم مسؤل ومن نثر صاحب الترجمة ما كتب به لأحد أعيان دمشق وهو قوله أدام الله على العلم وأهليه والاسلام وبنيه سبوغ ظل مولاي الإمام الذي صدره تضيق عنه الدهناء ويفرغ إليه الداماء والذي له في كل يوم مكرمة غرة الايضاح ومن كل فضيلة قادمة الجناح ذو الصورة التي تستنطق الأفواه بالتسبيح ويترقرق فيها ماء الكرم ويسيح تحي القلوب بلقائه مثل ما مست الفقر بعطائه له الخلق الذي لو مزج به البحر لنفى ملوحته ولكفى لذوذته هو غذاء الحياة ونسيم العيش ومادة الفضل أراؤه