وله أيضاً ناعياً ثمرات الفؤاد ونجباء الأولاد
غراب ينوح لتفريقنا ... ويوم يصيح بتلك الرسوم
فبانوا وأصبحت من بعدهم ... أليف الشجون خدين الهموم
فما أجلد القلب في النائبات ... ويا قلب صبراً لهذي الكلوم
وكانوا نجوم سماء الحشا ... وفي الترب غيب تلك النجوم
فوا وحشتاه لتلك الوجوه ... وبعد السرور ألفت الوجوم
ومن شعره أيضاً
أفدي مهاة أفردت عن سربها ... بدوية سحرت بطرف أدعج
شخصت بطلعتها العيون وقد بدا ... دبر الدجى بجبينها المتبلج
بسمت فخلت البرق أومض ضاحكاً ... عن لؤلؤ في ثغرها المتفلج
وسمت لها شفة فراقت منظراً ... وحلت بأزرق فاق زهر بنفسج
فدهشت من كنز بمبسمها له ... قفل من الياقوت والفيروزج
وله مادحاً شيخ الاسلام مفتي الدولة العثمانية المولى السيد عبد الله المعروف بالبشمقجي حين قدم دمشق حاجاً بقوله
هي المعالي لكم حيث السهى ارتفعت ... وحيث شمس الضحى في أفقها طلعت
شمس العلى أشرقت بالشام في شرف ... من الحجاز وأنوار الهدى لمعت
أنوار من زينة الدنيا بمقدمه ... حتى به سائر الأكدار قد رفعت
تالله ما الغيث أجدى من مكارمه ... إذا همت بسحاب الفضل أو همعت
يا بضعة من رسول الله خالصة ... بمهبط الوحي أخلاف الهدى ارتضعت
يا آل بيت رسول الله حبكموا ... فرض به سور التنزيل قد صدعت
لولاكم لم يكن شمس ولا قمر ... ولا درار بأنوار الضيا سطعت
ورثت مشيخة الاسلام عن سلف ... من عهد ما شرع الاسلام قد شرعت
يا كعبة المجد لو لم تسع مبتهلاً ... لكعبة الله إجلالاً إليك سعت
الحج باليمن مبرور مناسكه ... لسيد فيه آيات الهدى جمعت
يا مفخر الدولة العلياء من قدم ... ومن بمجدك أركان العلى امتنعت
ويا عماداً لركن الدين تنصره ... بمقول الحق إن أركانه انصدعت
أيامك الغرّ بالاقبال مشرقة ... بها عنادل أطيار الهنا سجعت
فالسعد عبد خديم للركاب له ... بشائر بسنا الاقبال فيه رعت
فالله يبقيك للعلياء ناصرها ... إذا الموالي إلى أعتابك انتجعت