مخضلة الأرجاء قد نسجت بها ... كف السحاب بساط وشى عبقري
والوقت قد راقت مشار به كما ... راق النظام بمدح زاكي العنصر
مولى له نعم يضيق لحصرها ... ولضبطها قلم البليغ المكثر
من لم تزل تثني على عليائه ... بلسان أهليها جميع الأعصر
لا زلت وابن العم في فلك العلى ... كالفرقدين بعزة وتصدر
ولك الهناء بصحبة النجل الذي ... طابت موارده بطيب المصدر
البارع الندب الأديب ومن جنى ... ثمر العلوم بهمة لم تفتر
لا زال يحوي في بقائك رتبة ... تسمو على هام السهى والمشتري
ما عطر الآفاق عاطر ذكركم ... وذكت بمدحكم عقائل أسطر
وقوله مشجراً
دون ورد الحيا ونوّار ثغره ... ومحيا دعا القلوب لأسره
رقم الحسن بالبنفسج سطراً ... أثبت الطرف فيه آية سحره
وعلى غصن قدّه بدر تمّ ... مشرق لاح من دياجر شعره
يا بروحي غصن الجمال نضيراً ... باسم الثغر عن بدائع دره
شاهدي في هواه عادل قدّ ... أكدت حبه مناطق خصره
وله أيضاً
سعود بها الأيام باسمة الثغر ... وبشرى بها الآمال حالية النحر
وعين الأماني بالحبور فريدة ... تغازل من روض الهنا مقل الزهر
بحيث محيا الانس يندى بمائه ... فتشرق من لألائه غرر البشر
وصفحة مرآة الزمان صقيلة ... تشف مرائيها عن الشيم الغر
وقد خلعت كف الربيع على الربا ... خلاخل وشي من ملابسها الخضر
ورنح أعطاف الغصون شمائل ... مضمنة الأذيال بالعنبر الشحري
إذا نشرت فوق الغدير غدائراً ... تكللها أيدي السحائب بالدر
وزهر الربا تغتر عنه كمائم ... كما افترت الحسناء عن درر الثغر
وقد بسط المنثور أجمل راحة ... تصافحها أيدي النسائم إذ تسري
وللأنس أذن كلما كتم الصبا ... نوافح سرّ العرف تجنح للسر
وللاقحوان الغض ثغر مفلج ... يعض بأطراف الثنايا على تبر
وللورد خدّ قد حكى بروائه ... محياً ابن صدّيق النبي أبي بكر
أخي الشيم الغرّ اللواتي إذا بدت ... تقود إلى عليائه جمل الشكر