امام هدى راقت موارد فضله ... وأشرق في أوج المفاخر كالبدر
همام أراد الله إظهار ما انطوى ... عليه من الآداب والفضل والفخر
فقلد فتوى الشام عهد شبابه ... ولم يأت سن الأربعين من العمري
ونيطت به الأحكام حتى بدت له ... بدائع تشريع بحلّ عن الحصر
فأجرى يراع الحق فاندهش الورى ... ببحر علوم قد تدفق من صدر
وفك عر الأشكال من كل غامض ... بصائب فكر كالمهندة البتر
وقلد أجياد النهى بفرائد ... فمن لؤلؤ نضر ومن جوهر نثر
فلله منه ماجد قد تقاصرت ... خطا العزم عن أدنى مفاخره الغر
لقد لف برد الحلم منه على تقي ... أقام مع الاخلاص في السر والجهر
فيا أيها الشهم الذي أوسع الورى ... فضائل في العلياء عاطرة الذكر
إليك عقوداً في سطور محامد ... بمدحك قد أصبحن سامية القدر
فلا برحت علياك يا خير ماجد ... تقلب أحشاء الحسود على الجمر
وله
من لي بمعسول المراشف أهيف ... حلو الشمائل عاطر الأنفاس
متضرّج الوجنات عنبر خاله ... أسر القلوب بطرفه النعاس
لما جلا نور الصباح جبينه ... وزها بغصني قوامه المياس
متت طرفي في بديع محاسن ... من وجهه الزاكي بمسك نواس
ما بين ورد حيا وعنبر شامة ... وأقاح ثغر في خميلة آس
وله
عذيري ممن صير القلب طرفه ... أسير غرام للحاظ النواعس
وغادرني وقف الصبابة والهوى ... أجود بروحي للظباء الأوانس
واعشق مجدول الوشاح إذا انثنى ... بغصني قوام كالمثقف مائس
لعلي يوماً أرى من ألفته ... فأسال من خدّيه بلغة قابس
وله
ومهفهف يزري الغصون قوامه ... ولحاظه منها المنايا ترشق
لما رأى أن اللواحظ كلها ... لسوى محاسن وجهه لا ترمق
أبدى السلاسل فوق صفحته التي ... أضحى بها ماء الجمال يرقرق
فانحاز كل سالماً بفؤاده ... إلا أنا فالقلب مني موثق
أقول قوله أضحى بها ماء الجمال يرقرق قد استعملت الشعراء والعرب في كلامهم