للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يزار ويتبرك به ورثاه ولده السيد كمال الدين البكري بقوله

هذا مقام القطب مفرد وقته ... أصل الحقيقة فرعها الحد ثاني

هو مصطفى البكري سبط محمد ... نجل الصديق الخلوتي الرباني

لا زال يسقى تربه من صيب ... هطل يساق برحمة الرضوان

وبالجملة فقد كان المترجم رحمه الله من أفراد العالم علماً وعملاً وزهداً وورعاً وولاية قدس الله روحه ونور مرقده وضريحه وتتابعت له الصلاة الغيبية في البلدان إلى تمام عامه برحمة المنان ورثاه كل شعراء عصره فرحمه الله تعالى ونفعنا به آمين.

مصطفى الديربي ابن محمد علي الشافعي القاهري الشهير بالديربي الشيخ الامام العالم العلامة الحبر البحر النحرير الفهامة المحقق المدقق أبو البركات زين الدين أخذ عن جملة من الأفاضل منهم على ابن عمر الديربي وصالح بن حسن البهوتي الحنبلي وإبراهيم الشبرخيتي ومنصور الطوخي ومحمد الشرنبابلي وإبراهيم البرماوي وأبو بكر الدلجي وأحمد المرحومي ومحمد الخرشي وعبد الباقي الزرقاني وأحمد الشرفي ومحمد النشرتي ومحمد الأطفيحي ويونس القليوبي وعثمان النجدي وغيرهم وبرع وفضل وساد وأفتى ودرس وتصدر في الجامع الأزهر ووردت عليه الطلبة من الأقطار وأخذ عنه خلق كثيرون وألف مؤلفات عدة وكان فرداً من الأفراد علماً وفقهاً ونبلاً وديانة وصلاحاً وأخذ عنه شيخنا أبو الربيع سليمان بن عمر البجيرمي الشافعي وغيره وكانت وفاته بمصر سنة خمس وخمسين ومائة وألف ودفن بتربة المجاورين رحمه الله تعالى.

مصطفى الأسطواني ابن محمد بن أحمد بن حمد بن حسين بن سليمان المعروف كأسلافه بالاسطواني الحنفي الدمشقي أحد الأفاضل والنبلاء المشاهير ولد في عشري جمادي الأولى سنة أربع وخمسين وألف ونشأ بكنف والده وكان والده من العلماء والفقهاء وتوطن أعواماً من السنين دار السلطنة قسطنطينية وصار اماماً في جامع السلطان أحمد خان وواعظاً في جامع أبي الفتح السلطان محمد خان واشتهر بحسن الوعظ ولطافة التقرير والتعبير ثم نفى إلى جزيرة قبرس بالأمر السلطاني لأمر أوجب ذلك وتوفي بدمشق في محرم سنة اثنتين وسبعين وألف وولده المترجم تبع مسلكه ونهج على طريقته وولي خطابة الجامع الشريف الأموي بعد وفاة إسمعيل بن علي الحائك المفتي والخطيب وباشرهما إلى أن مات وكان أنبل أهل بيتهم وأشهرهم فضلاً وكمالاً وتوفي في سنة خمس وعشرين ومائة وألف رحمه الله تعالى

<<  <  ج: ص:  >  >>