أيام كنا مع الحبيب بها ... نطوف نسعى نقضي الذي وجبا
نشرب من زمزم الصفا سحراً ... إذ زمزم الشاد بالوفا حقبا
يمم إلى حيث من لحاني سرى ... لم يقض من عذله الذي طلبا
يا حبذا لوعتي عليك ويا ... هناء قلبي إن صرت فيك هبا
ويا سروري ويا مناي ويا ... بشراي إن مت فيك مكتئبا
لا نال منك المحبّ مطلبه ... إن كان يوماً إلى السوى ذهبا
ولا عيون الغيون ترمقكم ... إن غيركم لمحة لها جذبا
آهاً لأيامنا بقربكم ... وطيب وقت لبى به سلبا
ومجلس بالصفاء مجتمع ... وأنس عيش كل الهنا جلبا
ما كان أحلاه إذ بمنبره ... سامي خطيب السرور قد خطبا
عدوا بوصلي فالقلب يقنعه ... وعدو لو بالمطال لي نهبا
أفنى بكم يا أهيل كاظمة ... أم للقا ساعة أرى سببا
أحبابنا هل لقربكم أجد ... وهل لهجري عن باب فجري نبا
إن كان إعراضكم لغفلتنا ... أو أنكم لم تروا لنا أدبا
فالنقص فينا والعفو صفوكم ... نرجوه من فضل ذاتكم رغبا
أو كان من هفوة معوّقة ... كم من جواد حال المجال كبا
وصارم شحذوه ثم نبا ... وكم زناد في الاقتداح خبا
غفراً حماة الحمى فعبدكم ... ما نال من غاية الثنا طنبا
يا سائق النوق عن مرابعهم ... وشائقاً للدنو نحو خبا
بالله إن جزت بالحمى سحراً ... بلغ سلامي أهل الربا وقبا
وقل لهم ذلك الكئيب قضى ... وعمره بالبعاد قد قضبا
وما قضيتم له مآربه ... وما قضى من وصالكم أربا
ثم الصلاة كذا السلام على ... خير نبي عجماً علا عربا
والآل والصحب ما بحبهم ... صب التهاني قد ذوّق الضربا
وتابع ساد حين شاد بهم ... بيت التداني ونال كل حبا
أو مصطفى بانتسابه لكم ... سما استناد أو نسبة حسبا
وله غير ذلك من النظام والنثار وفي شهر ربيع الثاني سنة اثنتين وستين ومائة توعك مزاجه بحمى مطبقة وتمرض إلى ليلة الأثنين ثامن عشر الشهر المرقوم فتوفي بعد العشاء الآخرة بفكر صاح وقلب غير لاه ودفن بعد طول منازعة في تربة المجاورين وقبره مشهور