حوى كل لطف واحتوى كل رقة ... جرى في كتاب الله لا شك مبهما
وقد حله قدما كثير أعزة ... وهام أبو نواس فيه وهيما
وتصحيفه معنى هو الموت للعدا ... يلوح لذي فهم إذا ما تفهما
وان زال من أولاه خمساه فاعتبر ... مصحف باقي الاسم بخلاقه أنتمى
لنا في نبي جاء بالحق مرسلاً ... لقوم هم أهل الجهالة والعمى
وان قلبوا باقيه ماس بعطفه ... كغصن النقا اذ مال في روضة الحمى
وان حذفوا اخراه من بعد قلبه ... غدا اس بنيان كودك محكما
ونبتا بديع الحسن كالغصن قد زكت ... روائحه كالمسك اذ ما تنسما
امط عنه ستر اللبس لا زلت محسناً ... ودمت لطلاب الافادة منعما
وله من قصيدة امتدح بها والدي لكونه كان نزيلاً عنده في مدة اقامته بدمشق
هي الأدب النفسي وهي النفائس ... بها غصن عمري بالتأدب مانس
ولي غزل فيها الغزالة في الضحى ... إلى لطفه يصبو الغزال الموانس
هي البكر بنت الكرم هيفاء ناهد ... كعوب لعوب لا ذلول وعانس
من الغرس بيت المجد عنقود كرمها ... فيا حبذا ذا الكرم ربا فارس
أدرها لنا قبل الصباح فإنني ... رأيت شراب الليل للنفس آنس
ودعني صريعاً بين ندمان حانها ... اهيم بها وجداً وجسمي رامس
أدرها بلا مزج ولا تقتلنها ... فما بسبطها الا البسيط المجانس
وان شئت فامزجها ولكن بريق من ... له من ظبا البيدا عيون نواعس
مليح صبيح الوجه ظبي خباؤه ... له من ظبا الغارات حام وحارس
يصيد قلوب الناظرين بلفتة ... بها الأسد في الغيل المنيع فرائس
أخالسه في موكب الحسن بغتة ... فيرنو بطرف فاتر ويخالس
له غرة كالصبح لا ليل قبلها ... ولكن له شعر هو الليل دامس
إذا قيس بالغصن الرطيب يقول من ... يقس بقوامي النبث ما ذاك قايس
وان قيس بالبدر المنير يقول لا ... فبدر الدجى من نور وجهي قابس
يدير علينا الراح في عسجدية ... تطيب بها بين الندامى المجالس
إذا جليت في كأسها عند ذائق ... ترى يا نديمي كيف تجلى العرائس
على تاجها اكليل در تناسقت ... فرائده منها تضئ الفوانس
وما هي راح الحسن دع عنك ذكرها ... فتلك لمن تسطو عليه الوسأوس
مرادى بها خمر المعاني فشربها ... ينافس في احرازه من ينافس