أفي كل يوم بالنوى نتروع ... ومن حادثات الدهر يشجيك موقع
وتشقي برسم قد ترسمه البلى ... وتسقى ثراه كل نكباء زعزع
وتندب اطلالاً تعفت رسومها ... وتشكو لربع أعجم ليس يسمع
وتصبح هيماً بين قفر تجوسه ... وتمسي ولهاناً وأنت مروع
وترمي بطرفيك الهضاب عشية ... وفي كل هضب للأحبة مطلع
وقائلة فيما الوقوف وقد خلا ... من القوم مصطاف يروق ومربع
فقلت لها أذرى الدموع وهكذا ... أخو الشوق من فرط الصبابة يصنع
وما كنت أدري قبل وشك رحيلهم ... بأني إذا بانوا عن الجزع أجزع
ولا أن أنفاسي يصدعها الجوى ... إذا لاح برق في الدجنة يلمع
فرحت ودمع العين تجري غروبه ... على الخد مني والحمائم تسجع
تنوح بشط الواديين ولي حشا ... إذا ما انبرى ترنامها تنصدع
فلا كبدي تهدى ولا الشوق مقصر ... ولا لوعني تخبو ولا العين تهجع
وقد رحلوا عن أيمن الجزع غدوة ... فلم يبق في قرب التزأور مطمع
وقوله
ومطعف الأصداغ تختلس النهى ... أبدى التشاغل عن محب واله
يبدي تلفت شادن ويدير لح ... ظي جؤذ روا البدر جزء كما له
تمثال شكل الحسن لا بل انما ... ذا الحسن مطبوع على تمثاله
وقد كان أنشده الأمين المحبي قوله
ولما أدار الشمس بدر لا نجم ... يا فوق الهنا بين الهلالين في الغسق
عجبت له يبدي لنا البدر طالعاً ... وما غاب عنا بعد في جيده الشفق
فنظم المترجم هذا المعنى وأنشده اياه بقوله
وساق ميود القد أحور أوطف ... إذا لم يمت بالصد يقتل بالحدق
يرينا بافق الكاس شمساً توسطت ... هلالين يمحو نورها آية الغسق
ومذ هم يحسوها ترفع جيده ... فبان لنا صبح وما غرب الشفق
ومن ذلك قول العالم الشيخ عبد القادر العمري بن عبد الهادي وقد أجاب بهما الأمين
وساق أراثاً من بدائع حسنه ... هلالين والشمس المنيرة في الغسق
فهم بها رشفا فقبل مذاقها ... أتى الصبح من أطواقه ورأى الشفق
وقوله كذلك