أحمد بن عبد الله بن بهاء الدين بن محفوظ بن رجب العطار المعروف بابن جدي الدمشقي الشيخ الفاضل الأديب الماهر الناظم كان رقيق الحاشية لطيف المذاكرة حسن الخط وله مشاركة جيدة في كل فن وقد ترجمه المين المحبي في نفحته فقال في وصفه سمح سهل لكل ثناء أهل كانما بينه وبين القلوب نسب أو بينه وبين الحياة سبب بمحاضرة أشهى من ريق المحبوب ومحأولة أصفى من ريق الشؤبوب وعلى الجملة فما هو الا تحفة فادم واطروفة منادم ودعوة صحة لمريض واصطباح عيش في روض أريض وبيني وبينه اخوة أو أخيها مشدودة وأبواب التمويهات عنها مسدودة مازلنا في خلسة للود ونهزه وأريحية للحظ وهزه من حين رضعنا للتالف ذلك الدر وجرينا فيه على حكم عالم الذر والله يصوننا في بقية العمر عن الغير كما صاننا عن الشوائب فيما مضى وغبر فمن أريج عاطره الذي نفح به روض خاطره
وبليلتي ساجي اللحاظ قوامه ... غصين على دعص تثنيه الصبا
يهتز لينا حين يخطر مائساً ... جذلان من مرح الشبيبة والصبا
بدر تقمص بالملاحة والبها ... فغدا إلى كل القلوب محببا
سلت لواحظه علينا مرهفاً ... ما كان الا في القلوب مجربا
يخشى على ورد الخدود للافح ... فغدا بريحان العذار منقبا
سأومته وصلاً فحدق لحظه ... متبرماً نحوي والوى مغضبا
فكان صفحة خده وعذاره ... تفاحة رميت لتقتل عقربا
وقوله من قصيدة طويلة مطلعها
عتبي على الدهر عتب ليس يسمعه ... اذ بالهوى والنوى قلبي يروعه
بأنوافاً صبحت أشكو بعدما رحلوا ... للبين ما بي يد التفريق تجمعه
شكوى يكاد لها صم الصفا جزعا ... كما تصدع قلبي منه يصدعه
منها
ومن رسيس الهوى داء يصانعني ... طول الزمان إلى ما الحب يصنعه
وانثنى من لظى الأشواق في حرق ... إذا وميض الدجى يبدو تلعلعه
لم ألق يوم النوى الأحشا قلقاً ... ومدمعاً بأبي الدمع يشفعه
يا صاح أين ليالينا التي سلفت ... مرت سراعاً وطيب العيش أسرعه
فاعجب لنار ضلوعي كلما حمدت ... أشبها من غروب الجفن أدمعه
وبات يذكي ضرامي صادع غرد ... في النير بين بترتام يرجعه
يا ورق مهلاً إذا الترجاع من فرح ... بالروض ام فقد ألف عن مرجعه
وله من قصيدة