أخذه من قول الآخر الحسن مال له زكاة وعندكم جزؤه الكبير ادوا زكاة الجمال بؤساً فها أنا البائس الفقير ومن نثره البديع ما كتبه بعض الموالي في غرض عرض سهم أصاب وراميه بذي سلم من بالعراق لقد أبعدت مرماك اليك نفثة مصدور قد خزئها اللسان وبثة مضرور انطوى على شوك القتاد منها الجنان قد كنت في ابدائها شفاهاً أقدم رجلاً وأوخر اخرى ثم رأيت حملها على لسان القلم بي أحرى حذراً من مشافهة ذلك الجناب بما لا يدري الاعتذار هوام عتاب وذلك أن الداعي تشرف منذ قريب بالمجلس العالي لا زالت به مشرقة الأيام والليالي وفاز من كعبة المجد بالتقبيل والاستلام وحيا ذلك المحيا بعد لثم الأيدي بسلام فلما استقرت به زمر الناس وحمل كل منهم على ايناس بعد ايناس شمت منه أعزه الله بارقة أعراض ولمحت من جنابه عين أغماض ووجدت أبواب الأقبال محكمة الأقفال وكواعب الالتفات ممنعة بحجب الجلال ولطالما وردت من ألطافه كل عذب نمير وتنزهت من بشراه ونداه بين روضة وغدير واستضحكت ببشاشة الروض الأنيق ورنحت بنسائم لطفه كل غصن وريق
كريم لا يغيره صباح ... عن الخلق الجميل ولا مساء
فأحدقت بي اذ ذاك الهواجس وتنازعتني الوسأوس وانبثت مطايا افهامي في كل فج عميق وطاشت سهام أفكار في كل مرمى سحيق إلى أن ظهر السبب بما يقضي منه العجب فتمنيت أني كهدهد سليمان لأبرز جلية ما عندي على منصة البيان أو أبوء بالنكال والحسران ولا أتقلب من الكتمان على جمر الغضا وأردد الأمر بين سخط ورضى ومما زاد ذلك ضراماً وملأ القلب كلاماً أنني يوم تشرفت برؤياكم وتوسمت جميل محياكم قصدت الاجتماع بجناب سيدي المولى الأكرم من لا أذكره من الحقوق الا بعهد زمزم لأشكو إليه بثي وحزني وأبين له جلية أمري وشأني فلما آنس مني ذلك سرى كما يسري الطيف الحالك وخرج من المنزل السامي سراً كأنه كلف شيأ نكراً فليت شعري أخالف كريم شيمه أم أخلف عهود كرمه
قد كنت عتى التي أسطو بها ... ويدي إذا اشتد الزمان وساعدي
فرميت منك بغير ما أملته ... والمرء يشرق بالزلال البارد
تالله أنكم لأهل بيت مرفوع العمد بخفض الجناح للمؤمنين وبذل النصح والمعروف لأهل التقى والدين الطافكم وافرة وصلاتكم غامرة فمن أبدى لكم عقوقاً أو غمصكم منناً وحقوقاً فقد ظلم نفسه وخسر يومه اذ نسي أمسه وتعرض للمقت والهوان