وكفى بمخلصها المشوب رقاعة ... ومتى جعلتم في الثغور مدارها
قل لي متى ألقى الزمان قياده ... لذويك سقيت المنون خمارها
أوما شعرت بضد ما برقشته ... حيث الزيادة جأوزت مقدارها
ما أنت في علياء معد معرقاً ... كلا ولم تك في الفخار نزارها
لو نافرتك بنو شهاب في العلا ... هل تستطيع هبلت أنت نفارها
هل طوقوك بمنة وبضدها ... لولا عوالينا استدمت مرارها
فهم إذا عد المفاخر مصقع ... كانوا من الجل الكرام كبارها
فاسال معاشرك الكرام فانهم ... أدرى بمن فك الأسار صغارها
فهم الأولى تخذوا العوافي سنة ... واستسهلوا من صعبها أوعارها
وسواهم أن رام ذاك فمقتف ... تلك الحجاحج تابعاً آثارها
وهم الأولى قد عودوا سمر القنا ... والمرهفات طوالها وقصارها
فأعرف ولا يجديك ما لم ترعوي ... ان الحمية حركت أوتارها
فمن الذي يحمي حماها عنوة ... ان غضها أهل الهوى أخبارها
ومن الذي منا استحل أو أقتدي ... ومن الذي تلك الحروب أثارها
ومن الذي بادي بظلم واعتدي ... بالجاهلية وأستحل فجارها
أمحأوراً نعمي ولست بمحشن ... يا لا نعمت جوارها وحوارها
سأورت نعماً لست من أكفائها ... ثكلتك امك لو عرفت نجارها
لولا ذكرت صرامها وغرامها ... فصغرت عن ذكراكها ومزارها
أتقول نعمي أعرضت لا عن قلا ... منها وهذا موضح أعذارها
أخطأت لو تدري مداراة المها ... حتى أثرت بذا اللحي أوغارها
فلئن قلتك فرفض مثلك ما عدا ... عين الصواب وقد خفرت جوارها
لا بدع من خطأ الصواب وما درى ... ان سيم من خطط الهوان جدارها
هب أن لا حرج عليك كما ترى ... لكن قرونتك أعرفن مقدارها
أن رمتموا عد السوالف منكم ... لم تبلغوا مما لنا معشارها
وقوله
سايل بناحينا الأدنى بنا نسبا ... أو في البرية عهداً خيرهم نسبا
الحادبون علينا حيث لا حدب ... والمانحون تراث المجد والنشبا
والزايلون الردى عنا إذا اشتبكت ... سمر العوالي وأذكت زرقها اللهبا
حيث اطلخم الوغى والبيض بارقة ... والقلب تقذف من أقطارها شهبا