وانصاع عنها اللجايا صوع نافرة ... من النقا درأت في إثرها طلبا
والبهم فيما ترى أما من أولها ... مختار حتف وأما ممعن هربا
لم يبق فيها سوى حامي حقيقته ... ان طاش ذو الحلم في آزيها رسيا
والضاربون الطلي بالبيض عن عرض ... والها تكون فروج الزعف واليلبا
ورب ملمومة الأطراف تحسبها ... بحرا تسمع في لجاته لجبا
قد مزقوها بطعنات مملكة ... مثل الشجا في لهاة الحلق قد نشبا
ما ضاق ذرعاً قليل المال عندهم ... بل ينقمون ثريا عندهم وهبا
كأنما الجود لم يخلق لغيرهم ... طبعاً فلله منجاب وما نجبا
ان كان أبقى النوى فيهم أواصرنا ال ... قربى ولم يخرموا من ودهم سبيا
واستنطق الحال من تلك الأسرة عن ... طي السريرة ان بشرأوان غضبا
فإن رأيت مكان القول ذا سعة ... فبث شوق شبج للنازحين صبا
وقل تركت أمراً أعيت مذاهبه ... وصبره من توالي صدكم ذهبا
فإن يكن ذاك تأديباً ترون له ... فحسبه بعض ما لاقى بكم أدبا
أو كان فيما أتى فيمن أتى فله ... أبوة من أبى الضيم نعم أبا
أو لا يكن ذا ولا هذا فعدلكم ... أربى ولن يعدم الراجي بكم أربا
هب أنه قد تعدى فوق ما نقلوا ... وكل ما قد أتاه قبل ذاك هبا
الست تعلم أن الصفح مغنمة ... سيما الكرام وأن تربو الذنوب ربا
فأدركوا من تداعي جسمه أسفاً ... لم يبق غير لفاً منه وقد كربا
لا تجعلوا كأسه في الرعد أولها ... وحظه جذا أتلى آية بسبا
فليت لوان تريثتم بما أنتحلوا ... حتى تبينتم من جاءكم بنبا
لكن في القدر المحتوم متبعة ... يجري المدار بانفغاذ الذي كتبا
هذي الليالي وقاك الله سوأتها ... كم أبدعت في بنيها خطة عجبا
تباين الخلق شتى في مذاهبهم ... ولم يحوموا على سر هناك خبا
بينا ترى المرء مغبوطاً بنعمته ... حتى تراه وشيكاً شاحباً عطبا
ان البصر بها من بات ينظرها ... وان زهت لذويها معبراً خربا
وأعتد للسير عنها والرحيل إلى ... دار البقاء فكم قاص بها قربا
والدهر مكتنع للوثب مجتمع ... فإن رآ رصة من غافل وثبا
لله يبقى على الأيام ذو حيد ... فاستبق ذكراً جميلاً للنجاسيا
لا زلت مقتدر اللعفو معتذراً ... عمن أتى راغباً وأفاك محتسبا