عبد به قلم الغيب العلي جرى ... هشيم أحواله ريح البلاء ذرى
وافا غناك الوفى مع جملة الفقرا ... صفر اليدين غريب الدار منكسرا
أتاك والدهر أحنى الظهر فادحه
مآثم النفس قد أودت به عللا ... وحاله حال حيث الصبر عنه خلا
تلقاه من عظم ما قد طأول الأملا ... يهوى الحياة ولم يسلف له عملا
يسر يوم يسر المرء صالحه
قد ارتضى الذل في دار الهوان ردا ... ولم يرم لمقام العز ملتحدا
أضاع أوقاته باللهو ما ارتشدا ... يا ويله يوم يأتي للحساب غدا
ان لم يكن بك مولاه يسامحه
اذ كل عبد به حاطت خطيئة ... تعاظمت في مقام العذل محنته
ها قد أتاك وقد ساءت بضاعته ... عسى بقربك أن تنفي رعونته
وتستحيل إلى الحسنى قبائحه
فيصبح السعد بالبشرى مواصله ... قربا وينتج باللقيا مسائله
فا احقك فيه أن تعامله ... وما أحثك في حق الجوار له
وكيف يوضح معنى منك واضحه
إذ أنت في حاله أدري بلا ملق ... يبديه عند غرام فيه أو حرق
وليس يخفاك ما يخشاه من فرق ... وانما طالب الحاجات ذو قلق
كل على من به تقضي مصالحه
أتى فتى فيه من وشك النوى قرح ... لكن بحبك منه الصدر منشرح
صب غريب بعيد الدار منجرح ... فاستدن من هو في الأعتاب منطرح
غير الأسى ماله خل يطارحه
يا كنز جود لقد فاضت كرامته ... للسائلين ولم تسقط غلاقته
أن عم شاكر من فتح سماحته ... فالفتح بالباب لا تخفي علاقته
لا سيما باب جود أنت فاتحه
يا رحمة للورى بالنور قد صرمت ... ليل الضلال بها أهل الهدى سلمت
بك ابتدت دورة الأرسال واختتمت ... عليك أزكى صلاة كلما ختمت
بالمسك عادت بتسليم فوائحه
حاشا، يغلق عن بذل وعن كرم ... أو يمتع المرتجى من سائل عرم
فإنني آمن من غلق محترم ... وكيف لا يأمن الأغلاق في حرم