للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والذي نجب منهم واشتهر المولى عبد الرحمن والمولى عبد العزيز فقد بلغ كل منهما من الرفعة والعلا والسيادة والثروة ما طال وطاب واشتهر وشاع وصارت لهما رتبة السليمانية المتعارفة بين الموالي الرومية وانعقدت أمور دمشق على آرائهما وكل منهما في وقته تصدر للوافدين ملاذاً وعياذا مع الانعامات والمبرات وإكرام العلماء والغرباء وقد فاق المولى عبد الرحمن على المولى عبد العزيز بأشياء تفرد بها عنه منها مكانة من العم والفضل وسنأتي ترجمته وأما المولى عبد العزيز فقد توفى في سنة خمس وخمسين ومائة وألف واتصل والدي بابنتيهما وعلى كل حال فبنوا السفرجلاني ازدان بهم الدهر وسمت دواتهم وعلا صيتهم وعم فضلهم والمترجم ترجمه السيد محمد أمين المحبي في نفحته وأثنى عليه وكان حليف وداده وأليفه الذي ارتبطت عرى علائقه معه في وثيق صدق ومحبة ورفيقه أبان التحصيل وخليله الذي استخلصه لنفسه ولابدع فإبراهيم نعم الخليل كلمة الأدب جمعتهما ولحمة الفضل نظمتهما وذكر له هناك شيأ من شعره وها أنا أذكر من ذلك ما رق أديمه وراق اتساقه وطاب رونقه وازدان اشراقه فمن ذلك قوله مضمناً المصراع الأخير

لما غدت وجناته مرقومة ... بعذاره وازداد وجد محبه

نادى الشفيق بها زبرجد صدغه ... يا صاحبي هذا العقيق فقف به

قال الأمين وأنشدني قوله وهو معنى أبرزه ولم يسبق إليه فاستحق به التبريز وجاء به أنفس من الابريز وهي هذه

كفوا الملام ولا تعيبوا زهرة ... في وجنتيه تلوح كالتطريز

فالحسن لما خط سطر عذاره ... ألقى عليه قراضة الابريز

ثم قال وأنشدني هذه السينية السنية التي هي أشهى من الأمنية تفاتمت من المنية وهي قوله

خل طي الفلا لحادي العيس ... وانف همى بالقهوة الخندريس

طف بها كي ترى النواظر منها ... عسجدا ذاب في لجين الكموس

وترنح عطفي برقة لفظ ... منه عودت لقط درنفيس

في رياض كأنما لبست من ... حوك صنعاء أفخر الملبوس

قد نحلت من طلها بعقود ... وتجلت في حلة الطأووس

وزكا عرف طيبها فحسبنا ... نفحة قد سرت من الفردوس

<<  <  ج: ص:  >  >>