عصاه التسيار فهو كالكعبة يزار ولا يزور وأم الفضائل بمثله مقلاة نزور وتأليفه وتحريراته وفتأويه وتقريراته مل النواظر والمسامع ورونق المحافل والمجامع ولاقلامه صرير من سرور الصواب بتحرير فتأوي شقت صدور الجواب وله شعر تسمو به البراعة وتعلو وتنمو به فرائد البراعة وتغلو فمنه قوله مضمناً مطلع قصيدة المتنبي
دار للمياء كنت أعهدها ... يجمع شمل السرور معهدها
أقوت فلا ريمها وربربها ... بها ولا ريمها وخردها
لا تلحي أن وقفت أنشدها ... بيت أخي الشعر وهو سيدها
أهلاً بدار سباك أغيدها ... أبعد ما بان عنك خردها
وكف عن عبرة أحدرها ... فيها وعن زفرة أصعدها
هل هي الابلوي أحققها ... ونار وجد بالدمع أخمدها
ما لبنات الهديل تطربني ... ألحانها عندما ترددها
حمائم كلما هتفن ضحى ... يشب من لوعتي توقدها
أبكي وتبكي معي فنحن كذا ... تسعدني تارة وأسعدها
يا من لنفس عن برئها عجزت ... أسانها واستعاذ عودها
ومهجة قد قضت صبابتها ... لها وقد خانها تجلدها
ساروا بريا الشباب ناعمة ... يزين أعطافها ناؤدها
ما لغصون النقا موشحها ... ولا لسرب المها مقلدها
ساروا ولي في حمولهم كبد ... تائهة ما أطيق أرشدها
بالله يا حاد بي ركائبها ... قفوا لعلي في الركب أنشدها
في كل يوم دار أفارقها ... وأهل دار بالرغم أفقدها
ترمي النوى بي وناقتي سعة ... للبيد ينضي المطي فدفدها
أرح بمثواك همة تعبت ... وعزبلاً لا تزال تجهدها
سينظر الناس بعدها ويرى ... أطواق مدحي لمن أقلدها
قيل فأي الكرام تطلب أو ... تقصد والحال أنت أحمدها
قلت منجي العباد هاديها ... إذا ما عرت ومرشدها
وقوله
بالله ان لحظات فتان الهوى ... لحظت فكن للناس أكبر ناسي
متهتكاً في هاتك بجماله ... بل فاتك بقوامه المياس