وإذا جلست إلى المدام وشربها ... فاجعل حديثك كله في الكاس
وتنأول الافراح من حالاتها ... بالزق أو بالدن أو بالطاس
واجعل نديمك فيه غير مقصر ... ابن الكرام لبنت كرم حاسي
الراح طيبة وليس تمامها ... الا بطيب خلائق الجلاس
ومديرها رشأ كأن عيونه ... وسنانة كالنرجس النعاس
فاشرب ولا تقنع بحسو قليلها ... فأقل فعل الخمر ميل الرأس
وإذا مللت من المدام فثغره ... نعم المدام الطيب الانفاس
قوله متهتكاً في هاتك البيت إلى آخره والذي بعده هما لأبي نواس من خمرية له وقوله من قصيدة
يا رشادي وابن منى رشادي ... غاب عني مذ غاب عني فؤادي
كان عهدي به باطلال سلع ... ضل مني ما بين تلك الوهاد
أسرته من ساكنيه مهاة ... فهو في أسرها ليوم المعاد
فهو في قبضة الجمال معنى ... في هواها وهالك دون وادي
يا خليلي عرجاً نحو سلع ... وأنشداه من رائح أو غادي
وأشرحا حالتي وسقمي لمى ... وغرامي بها وطول سهادي
وأبكيا لي بين الطأول بدمع ... فدموعي قد آذنت بنفاد
عل ذات الحمي ترق لصب ... قد خفي رقة عن العواد
وابلغ ما قيل في معناه قول الخالدي أبي بكر رحمه الله تعالى
مهدد خانه التفريق في أمله ... اضناه سيده ظلماً بمرتحله
فرق حتى لو أن الدهر قاد له ... حيناً لما أبصرته مقلتا أجله
وأغرب منه قول أبي الطيب المتنبي
ولو قلم ألقيت في شق رأسه ... من السقم ما غبرت من خط كاتب
وقول أبي الطيب أيضاً
ابلي الهوى اسقا يوم النوى بدني ... وفرق الهجر بين الجفن والوسن
روح تردد في مثل الخيال إذا ... أطارت الريح عنه الثوب لم يبن
كفي بجسمي نحولاً أنني رجل ... لولا مخاطبتي اياك لم ترني
وألطف منه قول الثماد الواسطي
قد كان لي فيما مضى خاتم ... والآن لو شئت تمنطقت به
وذبت حتى صرت لو زج بي ... في مقلة النائم لم ينتبه
وقول كشاجم