وترجمه خاتمة البلغاء السيد محمد أمين المحبي في ذيل نفحته وقال في وصفه روح الفؤاد وانسان الطرف وظرف الرشاقة المملوء من الظرف فظرفه من لب اللباب ولطفه يكيد نشطات الشباب يجتلي أوقاته غرا صقلة فلو تجسمت لكأنت حسناً عقيله فإذا حل بنادي صحب تلقاه قلباً واسعاً وصدراً رحب فتتضاحك له الحدائق والأزهار ويجذل به الجديد ان الليل والنهار وطبعه الربيع في نضارته وعهد الشبيبة في غضارته وهو على الحرص على الشهاب يستر شمس الشيب بالضباب مع أن روض صباه أخلق برده واستعار ثيابه من لا يرده وهو صحيبي منذ عرفت الصحبة وعقيدي في العشرة التي تمحضت للمحبة لم يزل بيتنا عيش حلو غير أن كلامنا من سجو صاحبه خلو فهو في عشق الجمال متفضح وسمته بحسب الغريزة جلي متوضح فلهذا تغلب عليه القلق حتى استعاذ برب القلق وله في صبوته موشحات وشحت بها النوادي وحثت بها المدامة في الحانات والاظعان في البوادي وشعره وان كان قليلاً الا أنه يروي غليلاً فمنه قوله
عدنا بوصل عسى تجدي المواعيد ... وأحسن لنا فبهذا تعرف الصيد
وأرفق بنفس قضت في راحتيك أسى ... مذ نابها منك تسويف وتنكيد
يا ظالماً صدنا من بعد وصلتنا ... الحب ذنب لنا أم هكذا الغيد
ان كنت أضمرت تجفونا وليس لنا ... خل وقد عمناهم وتسهيد
فأي ليل إذا وافى نسر به ... وبدرتا فيه محجوب ومفقود
وأي يوم من الأيام نشكره ... وما به وقفة تشفي ولا عيد
وأي باب من الأبواب نسلكه ... إلى منانا وباب الوصل مسدود
وأي دخل من الأصحاب كنت له ... عوناً أتتني إذا منه الأناشيد
علاء لم يأتنا من نحوكم خبر ... ولم يكن بيننا بيد أباعيد
ولم أراك بحال لا أسر به ... ترعاك من دوننا بيد رعاديد
فإن منك صلات كنت أعدها ... في كل يوم لها للوصل تجديد
وإن منك حديث كنت أسمعه ... أرق مما راقته العناقيد
يا من إذا ماس من تيه ومن هيف ... تغار من قده الغصن الاماليد
ويا غز الأغز أنا من لواحظه ... بمرهف قد نضته الأعين السعود
ان كنت أقسمت حتماً لا تواصلنا ... عدنا بوصل عسى تجدي المواعيد
وقوله يمدح بعض امراء دمشق