وأتلف جميع ما عنده من متاع ونحاس وغيره ثم أنه خرج في ساعته هائماً إلى الجبانة المعروفة بباب الصغير وصعد إلى محل عال هناك شاخصاً ببصره إلى السماء واستمر مدة على ذلك قال الجعفري قال أخوه فجئت إلى البيت فسألت عنه فلم أره وكان الشيخ توجه من ساعته إلى الصالحية قال فخرجت أطلب أثره فلم أجده إلى سبعة أيام وفي اليوم الثامن جاءني رجل وأخبرني أنه في الصالحية فخرجت من ساعتي مسرعاً فوجدته واقفاً في السفح خأوي الجوف من الجوع مرخى الزنار ثم قال له أخوه أين كنت يا أحمد فقال أخذوني السادات إلى بغداد ووضعوني في مغارة وشرعوا يذكرون الله تعالى علي ثم جاءني رجل أشعث أغبر وأعطاني غليون وقال أشرب فأخذته وشربت ثم قال له أخوه قم بنا واركب معي حتى نذهب إلى البيت فأبى فألحيت عليه واستنجدت بعض الناس حتى الجأناه إلى الركوب فأركبوه وراء في وسرت حتى وصلنا من سيدي خليل عند باب السرايا فجذبني فسقطت أنا واياه إلى الأرض ثم ألحيت عليه في الرواح معي فأبى وتركني ومضى في سبيله وفي اليوم الثاني وجدته في البيت وشاع خبره واشتهر بين الناس ذكره وصدرت عنه أحوال عجيبة وأخبار غريبة حتى كان الناس يظنون أن حالته هذه حالة جنون وحاشاه انما هي فنون بعدها حركة وسكون واستمر الشيخ على هذا المنوال مدة حتى جئ له برجل من أشياخ طريقة سيدي أحمد الرفاعي قدس سره فكبسه وجاء له بسعوط وسعطه في أنفه فأنتفخ حالاً وجعل يقول قتلتني يا شيخ أحمد يا سيدي العفو فنظر إليه فانطلق معافى لساعته وتاب لوقته فشفى واستمر الشيخ المذكور على منوال ما ذكر مدة طويلة يتطور في تطورات الأحوال إلى سنة عشرين ومائة وألف وفي العام الحادي والعشرين أطلق أمره في التصرف وترقى من ذرى الأحوال إلى ذرى أهل المقامات على ما حدث به بعض أهالي الكشف وقد أخبر بعض الناس أن رجلاً من أهل الله تعالى يقال له الشيخ أسعد الجبأوي حصل له في السنة المذكورة حالة غطوس استغرق فيها معظم النهار فلما أفاق من غيبته سأله ولده الشيخ أحمد عن سبب ما حصل له من هذا الحال فقال ان السادات أهل الباطن اجتمعوا وألبسوا الشيخ أحمد النحلأوي التاج وأخبر بعض الناس أيضاً عن الشيخ إبراهيم الرفاعي أنه قصد زيارة جده وكان مدفوناً في قرية براق فذهب لزيارته فحصل له وارد وحال عظيم فنادى يا رجال الشام فجاء الشيخ أحمد النحلأوي وأنا أقول وبالله التوفيق قد ذكر الجعفري للأستاذ المترجم مقامات كثيرة وغالبها شاهدها في العيان فمنها ما ذكره قال ومن كراماته ما اتفق له وقد كنا عند بعض الاخوان فسقط