للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الاخوان بحجر مستدير مقدار خمسة أرطال ووضعه بين يديه وقال له يا سيدي لو كان هذا ذهباً كنا تججنا به وانبسطنا فقال له وقد نظر إلى الحجران لله رجالاً إذا نظروا إلى الحجر يصير ذهباً ثم أمره بحمله فلم يقدر يزعزعه من محله فقال له يا سيدي ما قدرت على رفعه وقد صار ذهباً فنظر إليه ثانياً وقال رده إلى محله فاقتلعه كما جاء به أولاً على هيئة الحجرية ومنها ما حكاه الجعفري المذكور قال كنا ذهبنا لزيارة السيدة زينب بصحبته فجلسنا في أثناء الطريق وأوقدنا ناراً فقال بعض الحاضرين لما أردنا المسير يا سيدي ضع لي راحتين من هذه النار في ذيلي فغرفها براحتيه ووضعها في ذيله وسرنا إلى أن قطعنا الطريق فرماها وهي متوقدة ولم يتأثر ذيل جوخته بها أصلاً وكان جديداً فكأنه لم يوضع فيه شيء أصلاً وقد ذكر الجعفري له كرامات غير الذي ذكرناها ولكن نحن أردنا الاقتصار ولو أردنا التطويل في بعض ما ذكر من مزاياه لأعيي الأوراق نشره وتحريره والقول الصحيح المجمع عليه أنه فرد وقته وولي عصره وكأنت وفاته في سبع عشر جمادي الثانية سنة سبع وخمسين ومائة وألف ودفن بالمدرسة الخاتونية التي كان يقيم بها الذكر عند المحكمة وإلى الآن يتبرك به ويزار ورثاه الأديب عبد الرحمن البهلول بهذه القصيدة مؤخراً وفاته بقوله

زر مقاماً مباركاً بمزايا ... حضرة الشيخ أحمد النحلأوي

وتوسل إلى الاله بصدق ... فيه يظفر بكل ما أنت نأوي

كان في أهل جلق الشام قطباً ... واضح السر للكمالات حأوي

وهو مستغرق بمولاه حقاً ... كشحه عن سواه بالصد طأوي

قد أصبنا به فصبر جميل ... عظم الأمر حيث عز التدأوي

ولئن غاب شخصه ان فينا ... منه سراً يرجى الدفع البلأوي

ان لله في البرايا خواصاً ... ساريات في كل رطب وذأوي

أيها الخل خل عنك أنتقاداً ... فهو يغضي إلى ارتكاب المسأوي

انما الاعتقاق أسلم قطعاً ... عن ذي العلم ثابت بالفتأوي

أمة الدين أجمعت ان ذا من ... سادة صالحين لأوتك غأوي

قد حباه الا له رتبة قدس ... وهي علياء لم تنل بالدعأوي

دام روح الرضى وريحان فضل ... في ضريح أمسى له متنأوي

قد قضى يوم جمعة في جمادي ... آخر في النعيم لا زال ثأوي

جاء تاريخه ببيت فريد ... راق معنى لسامع ولرأوي

<<  <  ج: ص:  >  >>