وغدت تهز من الدلال معاطفاً ... مرحاً كهز الاسمر الرقاص
وسرت فناظر وجهها بدر السما ... شتان بين حدائد وخلاص
يا دمية الأهواء رحمة مشفق ... لمتيم يا درة الغواص
يرعى الثريا غير أن غرامه ... في كثرة والصبر في استنقاص
شوقاً لمراك البديع لكي يرى ... ذاك الجمال بمقلة الأخلاص
فتبسمت عن در ثغر اشنب ... يزري بحسن الجوهر البصاص
أوما كفاك بأن يزورك طارقاً ... طيفي على رغم الرقيب العاصي
من لي بذاك ولم أذق طعم الكرى ... والنوم عن جفن المسهد قاصي
من حاز في طرق المعالي رتبة ... عزت مداركها عن الفحاص
لولا اشتغالي في امتداح أخي العلا ... من آن من اسر الغرام خلاصي
هو أحمد الأوصاف فرد زمانه ... ووحيده من قادة وخواص
وحديقة الفضل الجني المجتنى ... حأوي الكمال وأشرف الأعياص
قد غاص في بحر البلاغة مخرجاً ... درر الهدى بذكائه الوباص
متلفعاً برد المحامد والتقا ... متدرعاً منهن أخير دلاص
حيث القوافي تستقل بنظمه ... وتفوه فيها السن القصاص
يا ساكناً بحبوحة المجد الذي ... أهل الكمال لهم بذاك تواصي
خذها اليك بديعة ألفاظها ... عذراء تمشي مشية العراص
وافتك تسأل ما اسم شيء لائح ... في الجوبل في الترب والادعاص
يسري فيهدي المدلجين فربما ... سلب النفوس يسيره الحصحاص
طوراً تراه مسدداً قوس الردى ... بل فاغراً فاها كما المعراص
وتراه طوراً في السرى مستخفياً ... وتراه يستره رفيق نشاص
وتراه ممدوداً ونهراً سائحاً ... متدفقاً في روضة وعراص
ذو شوكة فيها المنية والأذى ... يسقي السموم كما القنا الوقاص
يخشى سطاه ويتقي من بأسه ... وهو الجبان الشخت في الأشخاص
فابن معانيه لاقدام على ... كسب المعالي والكمال حواص
واسلم ودم ما سار ركب في الدجى ... يطوي الحزون على متون فلاص
فأجابه بقوله
وافت على رغم العذول العاصي ... هيفاء بين تطأوع وتعاصي
تغدو كروض في نهار ملاحة ... وتروح عاترة بذيل عقاص
مصقولة الحذين الا انها ... كالسيف يفشي هامة النقاص