أسعد الدهر قد بنيت دياراً ... عش بسعد في ظلها الممدود
من رآها يقول من غير شك ... هذه الدار من جنان الخلود
وقال أيضاً
لا زلت يا دار طول الدهر عامرة ... ولا تعداك اقبال واسعاد
ولا برحت بيمن السعد مشرقة ... يرتاح في ربعك المعمور قصاد
وكتب إليه السيد الأمين المحبي يمدحه حين ولي نيابة حكومة الشرع بقوله
ليس بالفخر مدحة المعشوق ... انما الفخر مدحة الصديقي
ماجد كل ماجد من علاه ... يرتقي فوق هامة العيوق
لوذعي يكاد بالفكر يدري ... ما درى الغيب من خيال رقيق
فاضل أبدعته أيدي قدير ... لترى فيه صنعة التخليق
جمعت فيه ما تفرق دهراً ... فتعجب للجمع والتفريق
ولي الشام نائباً فاطمأنت ... كل أسرارنا بمحض الوثوق
أيها الفاضل العريق الذي ند ... عوه فينا بالفاضل المنطيق
ان لي ذمة تشبثت فيها ... من معاليك بالصدقي الصدوق
انأمن حاله لديك عيان ... وسكوتي يغنيك عن تنميقي
فارغ ودي بقيت في كل أمر ... نافذ القول عاملاً بالحقوق
وبالجملة فقد كان المترجم من رؤساء دمشق المنوه بهم والمعول عليهم وكأنت وفاته فجأة في ليلة الجمعة بعد المغرب الثامن والعشرين من ذي القعدة سنة ثمان وعشرين ومائة وألف ودفن يوم الجمعة في تربة الشيخ أرسلان رضي الله عنه بمشهد عظيم حافل وكان قبل موته حصل له عارض سودأوي ومرض فانزوى في داره وعولج كثيراً ولم يفده شيء إلى أن مات ورثاه الاستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي الدمشقي بقصيدة مطلعها
عزيز قوم كان لا يذلبمهو على أسلافه يذلأوصافه محض الثنا مشيرة
بأنهم لفضلهم محلمن نسل صديق النبي ليس فيباطنه حقد وليس غل
ونسل طه المصطفى أيضاً كمايعرف من عقد له وحلوآأسفي على شريف طبعه
ذاك الذي بالجود لا يذلكان هماماً كيفما قصدتهوجدته لا يعتريه كل
يحل كل مشكل لكل منأموره تكاد لا تحلتواضع يزينه مع رفعة
وهو الكثير ما هو الأقلوكان ركناً في دمشق عمدةللكل يحتاج إليه الكل
مهذب الأخلاق صعب المرتقىحديثه الشهي لا يملكأنه الروض ذهت أزهاره
وكلل الأوراق منه الطل