للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غزال سبا كل البرية طرفه ... وصال على أسد الشرى منه بالقد

إذا ما تبدى أخجل الشمس وجهه ... وان لاح بدر التم ناداه يا عبدي

له وجنة حمراء زينها الحيا ... ومبسمه يحكي الهلال مع الشهد

لقد زارني أفديه من كل حاسد ... على غفلة الحراس من غير ما وعد

وقد سرني قرب التواصل والوفا ... كما سرني مدحي سليل ذوي المجد

هو السادة الغر الذين تقدموا ... وقد أنجبوا فرداً وناهيك من فرد

هو الصادق المفضال أوحد عصره ... كريم خصال ليس تحصر بالعد

هو الحبر كشاف الملمات كلها ... وبيت ذوي التحقيق واسطة العقد

همام رقي أوج المعالي بفضله ... وفاق على كل الأفاضل بالجد

له همة علياء في كل مشكل ... وداب على حفظ المودة والعهد

الا يا وحيداً في المحامد والعلا ... ومن فقت في فن القريض على الند

اليك لقد أهديت مدحي وأنه ... لجهد مقل أوهن الفكر بالكد

فسامح وقيت السوء عثرة وامق ... فأنت لأحرى بالسماحة عن نقد

دم في ثياب العز ترفل دائماً ... مدا الدهر ما صاح الهزار على الرند

فأجابه الشيخ صادق المذكور بقوله

أتت من حلي الاسعاد ترفل في برد ... فقلنا أضاء البدر من فلك السعد

ووافت لدى الاصباح من غير موعد ... ويا حبذا الحسناء زارت بلا وعد

أتت تتهادى يخجل البان قدها ... إذا رنحت عطفيه ريح الصبا النجدي

تجر ذيول التيه في موكب اليها ... وتنتشر عرف الطيب من ذلك البرد

تسايل عن ربع الأحبة تارة ... وطوراً تحيي ما مضى فيه من عهد

حفيظة ود لا تزال على المدا ... تدير علينا بالوفا اكؤس الود

مليكة حسن لم تزل بجمالها ... نواظرنا في القرب تشخص والبعد

تصورها الأفكار منا إذا نات ... فنشهد حسناً باهراً جل عن حد

لطلعتها الأقمار تسجد طاعة ... وتركع أجلالاً لها قضب الرند

تشير إلى نحو القلوب بطرفها ... فتستلب الأرواح من داخل الجلد

أقامت شموس الحسن في باب عزها ... حيارى وأمسى عندها البدر كالعبد

عرفنا هواها قبل أن تعرف السوى ... فكان لدى الأحشاء أحلى من الشهد

سقى الله دهراً قد تقضي لنا بها ... بليلة أنس اذ أمنا من الضد

وباتت تعاطينا كؤس حديثها ... فتمنحنا عقداً ثميناً على عقد

وتذكرنا ما قد مضى من عهودنا ... لدى الورضة الغناء والمسهد السعدي

<<  <  ج: ص:  >  >>