عنها ووليها ابن عمي المولى الشريف عبد الله بن طاهر المرادي ودخل دمشق في أواسط سنة تسع وثمانين وكان الوالد يجله ويحترمه واتصل بأخته أم الخير خديجة والدة الأخ الفاضل أحمد السعيد المار الذكر وتزوج بها وأيضاً عمي المار ذكره تزوج بأخته الثانية ام اليمن خانم وجاءه منها ولده أبو الفخر مصطفى وبيننا وبينهم محبة قديمة ومودة وله في الوالد المدائح ذكرت أغلبها في مطمح الواجد وكان والده وعمه أبو الفرج عبد الرحمن المنيني من أصحاب الجد الاستاذ الشيخ مراد بن علي البخاري وصحباه في السفر والحضر عدة سنين وهما من خواص تلامذته القائمين بخدمته والملازمين لحضرته والمستظلين باقياء فضائله وخضرته توفي صاحب الترجمة يوم الأربعاء ثالث ذي الحجة ختام سنة اثنين وتسعين ومائة وألف وصلى عليه بالجامع الشريف الأموي ودفن في مقبرة مرج الدحراح خارج باب الفراديس ومن شعره ما أنشدنيه من لفظه لنفسه يمدح بها بعض الأعيان
أيها السائق المجد تصبر ... عمرك الله فالفؤاد تفطر
وقف الركب ساعة عل طرفي ... بسنا الا هيف المحجب يظفر
أو ما قد علمت ان فؤادي ... صاده من ظبائها العين جؤذر
ثم عج بي نحو الربوع ففيها ... قد تركت الفؤاد بالحب مؤسر
في هوى أغيد من الشمس أبهى ... فلذا البدر من محياه أسفر
أكحل الطرف لين العطف أحوى ... كامل الظرف أهيف القد أحور
ذو جبين كالبدر من ليل شعر ... وثنايا سلسا لها العذب شكر
ولحاظ لسحر باب تعزى ... ولعمري بل منه أمضى وأسحر
صاد عقلي بحسنه مذ تبدى ... قلت جل الذي لحسنك صور
ورماني بالصد والبعد عنه ... ان حظي منه الصدود مقدر
وكساني ثوب السقام نحولا ... ولقتلي سيف اللواحظ أشهر
فشهودي عليه عند مدمعي ... ولعمري يمين ان هو أنكر
وهواني قد لذ لي من هواه ... ان خلع العذار في الحب يغفر
آبا لوصل لو يبل أو أمى ... من لهيب من هجره يتسعر
لا مني في هواه من ليس يدري ... وأخو الوجد والصبابة يعذر
فاذيعوا يا امة العشق شوقي ... لمليح من الجاذر انفر
قد كوى مهجتي بنار التجافي ... ولقوس الصدود والهجر أوتر