ولئن فوق النبال لقتلي ... لذت بالأوحد الهمام الموقر
ذي المزايا الغر الحسان اللواتي ... من جبين الزمان حقاً تسطر
وآياد تزري بكعب اياد ... وسجايا من مسك دارين أعطر
سيد ما جد أديب أريب ... أروع باسل همام غضنفر
أحرز المجد وامتطى العز طفلاً ... وهو بحر وللمكارم مصدر
في اكتساب العلوم قد راض فكراً ... وبنيل الكمال للطرف أسهر
وإذا ما أجنه جنح ليل ... فتراه عن ساعد الجد شمر
وإذا ما دهت دياجي خطوب ... زادها فكرة من الصبح أنور
فهو فرع لخير أصل كريم ... غرسه بالكمال والنيل أثمر
قد حذا للعلاء حذو أبيه ... وبدا للفخار أكرم مظهر
وبه قد سمت ربوع المعالي ... ولها بالندى وبالجود عمر
فلئن غاب شمس ذاك المحيا ... فسنا نجله من البدر أنور
أيها الشهم ان يكن نزر مدحي ... وثنائي عن قدر علياك قصر
فأقلني العثار وامنن بعفو ... ما مسئ من للمقصر اعذر
ثم فاهنأ بنيل حج كريم ... ببلوغ المنى وبالنجح بشر
وكذا بعده زيارة طه ... سيد الرسل ذي المقام المطهر
أنعماً قصرت يد الشكر عنها ... قد حباك الآله منا ويسر
فتمتع بطيب عيش هني ... مع أخيك الهمام ذي الفضل الأشهر
ما لنحو الحجاز سار مشوق ... وبنحر الدماء لله كبر
وأنشدني هذه المرثية لنفسه في الجد البهاء المرادي
خطب أذيب به الفؤاد الصادي ... وغدا به المضني حليف سهاد
ونوائب لا تنطفي جمراتها ... تذكي الفؤاد بلوعة الايقاد
بدلت بعد الصفو من عيشي بما ... قد كنت أخشى من زمان عادي
يا دهر كم تغري بنا صرف الردى ... أولست ترعى ذمة لوداد
وإلى م ترهفنا شدائد أوهنت ... منا قوام الروح بالأجساد
ولكم تجرعنا كؤس مصائب ... قد آذنت بتقطع الأكباد
قد كنت أزعم ان دهري مسعدي ... يجري الأمور على وفاق مرادي
فبليت منه بضد ما أملته ... ورميت منه بأفظع الأنكاد
وفقدت مولى للعلاء وللندى ... والفضل والأفضال والأرشاد