وطلب مني الكتاب المرقص والمطرب لأبي سعيد ولم يكن عندي اذ ذاك فكتبت إليه
يا أيها المفضال يا ذا الحجى ... يا مفرداً بالمشرق والمغرب
ألست تدري ان داري خلت ... من مرقص فيها ومن مطرب
ولمقدم دمشق الاستاذ العارف الوجيه عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس اليمني اجتمع به صاحب الترجمة ولازم مجلسه مدة اقامته بدمشق وأخذ عنه وأجاز له بخطه وكتب الاجازة نظماً كما هي محررة وجدتها بخطه رضي الله عنه
حمدا لذي الاطلاق في الوجود ... مولى الموالي الواحد الودود
من خص بالتلوين أرباب الصفا ... في حالة التمكين سرا وخفا
وعلم الانسان ما لم يعلم ... لا سيما أهل الطراز المعلم
فاحرزوا الذهاب والايابا ... وشرفوا البقاع والاحقابا
وجانبوا التلبيس والتمويها ... وحققوا التنزيه والتشبيها
وعاينوا مسبب الأسباب ... في كلها بالرشد والصواب
وشاهدوا الظاهر في المظاهر ... وهذه حقيقة المفاخر
واتحفوا بسائر الفضائل ... وحققوا بالحق بالفواضل
فلم يحيدوا عن جميل الفعل ... وأيدوا الكشف بحق النقل
وتابعوا في سائر الأمور ... ممدهم في الورد والصدور
انسان عين الكون روح السر ... ملازناً في سرنا والجهر
من خص أقواماً من الصحابة ... بمنهج قامت به القطا به
وجاءنا بأشرع والطريقة ... ونور سر الكشف والحقيقة
فبين الاسلام والايمانا ... وأوضح الاحسان والايقانا
وهو الحبيب الشافع المقبول ... نور الوجود الموصل الموصول
سامي المزايا المصطفى محمد ... عالي السجايا والمقام الأوحد
أفضل رسل الله خير الأنبيا ... وسائر الاملاك نعم الاتقيا
مقام أو أدنى له خصوصاً ... وفي ذرى ألقاب حوى التخصيصا
صلى عليه ربنا وسلما ... وآله وصحبه والعلما
وبعد فالاجازة المنيرة ... منا بدت في ساعة مبرورة
في كل علم نافع مؤيد ... أحوال قلب المستقيد المهندي
لا سيما التفسير مع علم الأثر ... والفقه ذي السر الذي ينفي الكدر
وعلم أرباب العلا الصوفية ... من حققوا بأبهج المزيه