حافظاً له فضيلة سيما بالنحو والعربية مشتغلاً في صنعة غربلة القمح فأنتقل منها إلى التجارة وسكن سوق السلاح مدة واشتغل بحفظ القرآن العظيم فختمه في مدة أربعة أشهر واتقن الحفظ ثم اشتغل بطلب العلم على الشيخ إسماعيل العجلوني وعلى الشيخ حسن المصري نزيل بني السفرجلاني بالآلات التفسيرية والعلوم العقلية والشرعية وعلى الشيخ محمد بن قولاقمز وكان المترجم مشتغلاً أيضاً مع الطلب بنسخ الكتب ويكتب الخط المضبوط النير كتب بخطه كتباً كثيرة من النحو وغيره وكتب تاريخ الأمين مرات وشرح دلائل الخيرات وشرح تاريخ العنبي للشيخ أحمد المنيني وسكن مدة بمدرسة الطبيبة وتعرف بمدرسة الكوافي تابع القيمرية ومع هذا الاشتغال يحضر دروس الشيخ إسماعيل في الحديث وتتردد إليه طلبة العلم ويطالعون عليه الفاكهي مع حاشيته للشيخ يس وشرح لشذور وشروح الألفية وكان جيد المطالعة مع الفهم الثاقب والذكاء التام ثم أنتقل من المدرسة المذكورة إلى الشاغور وفتح مكتباً يقال له مكتب الشيخ قاسم الفقيه وكان عفيفاً ديناً له شرف نفس ووقار وكان أنتقاله بطلب أهل محلة الشاغور لرغبتهم فيه في المهمات الفقهية وعقد الأنكحة وكتابة الأواجير والضمانات والصكوك وكان له شعر ونثر قليل فمن ذلك ما كتبه إلى الشيخ أحمد المنيني الدمشقي وهو اذ ذاك في دار الخلافة قسطنطينية بقوله عنوان الفضل وبسملة كتابه ومقلد بابه وفصل خطابه اكليل تاج الدهر ودرة عقد المجد والفخر الجناب الرفيع العالي والبدر المنير المتلالي سيدنا ومولانا بعد حمد الله تعالى مؤلف القلوب وان كأنت لأجساد نائيه والجامع بينها بعد بينها فأصبحت بقدرته في عيشة راضيه أقبل يدي المولى لا زالت مقاليد السعادة طوع يديه ولا برحت مرقاة السيادة مشرفة بلثم قدميه وأهديه سلاماً تتناسب جدأول المحبة في رياض أسراره وتبدر لوامع المودة من فلك سماء أنواره وأبثه ثناء عم نشره أكناف تلك الربوع والمنازل واعتقاداً أقام على برهان صدقه أوضح الدلائل ولوليه دعاء على ممر الدهور لا ينقضي وأبتها لا بأكف الضراعة للأجابة مقتضي أن يديم على صفحات خدود وجه الكون شامة دهره ويمتع الوجود ببقاء أوحد وقته ومفرد عصره من ملك من الفضل زمامه فانقاد إليه انقياد الجواد وجرى في ميدانه فأحرز قصب السبق بفكره الوقاد الحبر الذي فاق بجميل صفاته الأوائل والبحر المشتمل بذاته على جواهر الفضائل