فكره في مضمار البداعة أو المعري لألحق بنفسه المعرة والنقصان أو ابن العميد لقال ان نسبة ختم الصناعة إلي زور وبهتان والمتنبي لأظهر زيف معجز شعره وأبطل دليله ولعلم كل أحد من بعد أنه لا ينبغي له أو ابن عبد ربه لبدد جواهر عقده أو لأعترف بأن ملك الأدب لا ينبغي لأحد من بعده أو الخفاجي لأخفى بذكا ذكائه سنا شهابه أو الأمين لأقربا لخيانة واختلاس نفحته من ريحانة آدابه أو العناياتي لنسج حلل آدابه على منواله أو الهلالي لخفي عند سطوع شمس فضائله قلامة هلاله وبالجملة فشأوك لا يدرك وشعبك لا يسلك وسحاب طبعك لا يباري وجواد فكرك لا يجاري ولعمري لقد فاخرت لذات الشيخ والقيصوم وطأولت بأسجاعك السائرة وأبياتك العامرة ما شيدوا من منثوره ومنظوم وأحرزت قصب السبق في سوق عكاظه بين أبطال نجد وتهامه فنادتك الغاصاحة مذ بلغت في مضمارها الأنتهامه فلقد أزريت بأهل الوبر من سكان الضال والسلم ويممت حرم بلاغتهم فاقتنصت منه أوابدها وأبحت الصيد في الحرم فعقدت عليك اذ ذاك الحناصر واياك عني من قال كم ترك الأول للآخر وارتقيت إلى حيث النجوم شبائك والمعالي أرائك فعين الله ترعى من بهائك للفضائل بدراً وتكلا من سنائك للآداب فجراً وهو المسئول أن يديم علاك ويطيل بقك ويسنى قربك ويدني لقاك كتبت اليك أعلى الله قدرك وأسرى في فلك السعادة يدرك بين عجز ناه ووجد آمر وذكر ساه وشوق ساهر عن زفرة لا يخمد لهيبها وحسرة لا يسكن وجيبها ونار بعاد تتلظى ونفس من شطط البين تشتظي وشوق يتكرر يتكرر الشفق ويتجدد كلما تمزقت ثياب الغسق بتحيات ألطف من رشحات الخجل على صفحات الخدود وأرق من شمائل الشمال تهصر بانات القدود وأعطر من تنفس الرياض بأفواه الأكمام عن ثغور الزهر وأشذى من نسمات الصبا تعطف وأوات الأصداغ وتعبث بالطرر وأثنية كما موهت بالسحر صوارم الأحداق أو كالمناجاة بين أجفان الغيد وقلوب العشاق سألتني أدام الله تعالى سني ذاتك وأندى غصون مسراتك عن جلية أمري وحقيقة حالي وما إليه يؤل حطي وترحالي فأنهيت اليك أنني لم أزل في نعم من الله تعالى تترى لا أحصى لها عداً ولا حصراً ولا أستطيع القيام بها شكراً ولما وردت دار السلطنة العلية وتمتعت ببعض منازهها ورياضها البهية وجدتها مشحونة بأعيان الفضلاء وأفاضل الأعيان ممن تحلى بهم لبات المجالس وتتقرط بجواهر ألفاظهم الآذان وحصل لي مع بعضهم