واطلع من أفق الفضائل ذكره ... شهاباً لمعتام الدقائق هاديا
فلله ما أنداه طبعاً وفكرة ... واذكاء زنداً في المباحث واريا
فيا أيها المولى الذي لم يزل إلى ... مراقي العلي فوق السماكين ساميا
اليك على شحط المنازل نفثة ... لمصدور أشواق نعم النواحيا
غدا القلب في نار الغرام مخلداً ... بها وتري الأحداق تندي ماءقيا
تحملها مني اليك خريدة ... أجابت ولبت من خطابك داعيا
وجاءت على شط المزار وبعده ... تبثك شكوى البين ان كنت صاغيا
وأني من الله الذي جل شأنه ... لفي نعم لم أحصها وأياديا
وما بي غير البعد عنكم فإنه ... ينغصني في شربي الماء صافيا
أقلب طرفي في الديار فلا أرى ... وجوهاً لهم ودي وعقد ولائيا
فيرتد عنها اللحظ من شجن وقد ... ترقرق فيه الدمع أحمر قانيا
وصبري قد أودى به البين بعدكم ... فصرت بحال لا أرى الدمع شافيا
فقلبي وأحشائي ومحني أضلعي ... ثلاث لنار الشوق أضحت أثافيا
وقد صديت مرآة طبعي وفكرتي ... ومربع أنسي بعدكم ظل خأويا
وأضحت شئون الدمع تحكي الذي جرى ... من البين والأجفان قرحي دواميا
ولم يتبوأ أدهم الهم مقلتي ... لشيء سوى أن يورد الماء جاريا
أأحبابنا ماذا التقاطع بيننا ... وعهدي بكم أن لا تطيعوا اللواحيا
فهلا سمحتم للمشوق بزورة ... فإني أداني منكم اليوم دانيا
اليكم على شحط النوى كل ساعة ... يقربني فكري وان كنت نائيا
رعى الله هاتيك الليالي التي مضت ... فما كان أسناها لنا من لياليا
ليالي عنا الدهر قد كان غافلاً ... وعن صفونا طرف النوائب غافيا
لله درك من ناظم عقود جمان وناضد قلائد درر وعقيان وناثر لؤلؤ ومرجان وفارس يقصر فرسان البلاغة في ميدانها وماهر عريف بتصريف شأنها. ومالك للفصاحة آخذ بنواصيها وملك لها عامر أنديتها ومشيد صياصيها ومصقع للبراعة قائم على منابرها وسلطان للبراعة تبذل في خدمته سواد عيون محابرها وتسعى عبيد الأقلام في امتثال أوامره على رؤسها وتصفد أوابد المعاني بسلاسل النقوش في سجن طروسها ومداده لو رآه سجان لأودع فقره زوايا الخمول وخبايا الهجران ولو أبصره صعصعة بن صوحان لبرقع وجوه بنات فكره بعناكب النسيان وأبو تمام لما تم له التقدم في هذه الصناعة أو الثعالبي لراع أمام جدار