للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن شعره بأهل بدر متوسلاً بقوله

يا سادتي أهل بدر ان قاصدكم ... يعطي الأمان ولو حفت به الغير

ما نابني كدر يوماً ولذت بكم ... الا وساعد فيما ارتجى القدر

وله هذه القصيدة ممتدحاً بها صاحب الرسالة ومطلعها

لأتركنن لداعي اللهو واللعب ... وأحذر مخادعة الأهواء والطرب

منها

خلاصة القول أني مذنب وجل ... ومن مكابدة الأهواء في نصب

لم يبق لي سالف العصيان معذرة ... الالتجائي لغوث الخلق خير بني

محمد المصطفى الهادي الذي شرفت ... به الخلائق من عجم ومن عرب

قد بشرتنا به العجماء ناطقة ... والجن والأنس والأملاك في الحقب

وأصبح الدهر مسروراً بمولده ... وأظفرتنا يد الآيات بالعجب

فللسرور على أرجائه قمر ... من حين ليلته الغراء لم يغب

وأشرق الكون بالتوحيد مفتخراً ... يختال من فرح فيه ومن عجب

فياله رحمة للناس شاملة ... ونعمة للورى قاص ومقترب

لولاه لم تخرج الأكوان من عدم ... ولا تنزلت الأملاك بالكتب

ولا اهتدى الخلق في الدنيا لخالقهم ... ولا اضمحل ظلام الشرك والريب

كلا ولا أشرقت ولا غربت ... يوماً ولا دارت الأفلاك بالشهب

ومنها

يا صفوة الله في الكونين يا سندي ... ويا ملاذي اذ ما الهول أحدق بي

هلكت ان لم تكن لي شافعاً سنداً ... فارحم مسيئاً لقد أخطى ولم يصب

اليك وجهت آمالي أطارحها ... نيل المرام وما أرجوه من أرب

فكن شفيعي إذا ما الخلق أذهلهم ... يوم الزحام وخوف المكر والغضب

فلا ولي وصديق وذو شرف ... الأغدا وجلاجاث على الركب

يشبب من هوله الطفل الوليد إذا ... ضاق الخناق على الجاني من الرهب

وثم لا والد يغني ولا ولد ... عن المسئ ولا ماحان من نسب

وكل خل له شان سيشغله ... عن الخليل ويغنيه عن العتب

لكن رحمة ربي ثم معتمدي ... وأنت واسطتي فيها ومنتدبي

فليس يحصرها حد ولا قلم ... وحلمه بعطاه منتهى طلبي

أكبر جودك أن ألقى على جرمي ... أحاله حسنات عند محتسبي

<<  <  ج: ص:  >  >>