مولى إذا قست به حاتما ... ما قلت الا كلما هجرا
أو بأياس رمت تشبيهه ... أتيت بالمعضلة الكبرى
أو كشريح قلت في حكمه ... كنت لعمري الجاهل الغرا
فكل ذي منقبة لو رأى ... سؤدده دان له قسرا
فانه بكر الليالي إذا ... أتى بصنع تلقه بكرا
لو علمت شهباؤنا انه ... يسعى اليها لم تطق صبرا
واشدرت تسعى لأعتابه ... والتمست من فضله العذرا
وكتب إلى بعض أحبابه معاتباً ومضمناً البيت الأخير بقوله
أيا من قد تحول عن ودادي ... وعهدي لا يحول ولا يزول
فديتك من غضوب ليس يرضى ... سوى روحي وذا شيء قليل
أيجمل ان تخيب فيك ظني ... وأنت الماجد الشهم الجليل
وكيف رضيت بي غيري بديلاً ... ومالي والهوى العذري بديل
على هذا تعاهدنا قديماً ... أم الجاني الخوؤن هو الجهول
أجلك أن تصدق في عذلا ... ومثلي ليس يجهل ما يقول
ليفعل مالكي بالعبد مهما ... يروم فانه العبد الذليل
فمل واهجر وصد فلا اعتراض ... عليك وأنت لي نعم الخليل
ولكني سأندب سوء حظي ... وما يجدي بكاء أو عويل
وكيف وكنت آمل منك حبا ... يدوم وصدق ودلا يحول
وكنت أظن ان جبال رضوي ... تزول وان ودك لا يزول
ومن شعره قوله ممتدحاً المولى أحمد بن محمد الكواكبي المفتي الحلبي بقصيدة مطلعها
قد منح الصد واللقا منعا ... وأوصل الهجر والوفا قطعا
بدر تفوق الشموس بهجته ... في منزل السعد والبها طلعا
أهيف قد بالتيه منفرد ... في وجهه رونق اليها جمعا
سكى عرف درى مبتسم ... يزيد عزا إذا الشجى خضعا
وقده الناضر الرشيق به ... مال لقتلي ظلماً وفيه سعي
ألحاظه في الحشا فعائلها ... في بعضها مهجتي غدت قطعا
لم يطق الطرف لمح طلعته ... هيهات برق الوصال ان لمعا
ومذ جفاني فاضت مدامع اج ... فاني وجادت وجودها همعا
أصبح في حبه حليف هوى ... مضني وأمسى محيراً جزعا