تضرم نار الغرام في كبدي ... كان قلبي على الغضا وضعا
وجأوز الجد في العباد وما ... جأوز خلا بحبه ولعا
ودعني الصبر حيث أودعني ... أسى قد أعيا الأسا وما رجعا
زاد فخاراً على الحسان كما ... أحمد زاد الكمال والورعا
سما مقاماً ومن له نسب ... كواكبي إلى السما رفعا
رب علوم يفوز طالبها ... في كل علم أراد وأنتفعا
راحته في انبساط راحته ... لو رام قبضا حاشاه ما استطعا
مكمل فضله ولا عجب ... في المهد ثدي الكمال قد رضعا
مهذب الخلق لن يرى أحد ... في لخلق أمثاله ولا سمعا
شهم حماه غدا بهيبته ... حمى مخوف وأمن من فزعا
ناهيك في ماجد أرومته ... من خير داع إلى الرشاد دعا
منها في الأخير
مولاي بكراً أتتك ترفع في ... روض المعاني ونورها طلعا
قانعة بالقبول تمهرها ... والحر يا ابن الكرام من قنعا
ولا برحت الزمان في دعة ... مرغد العيش رافعاً بدعا
ما صدح الورق في الرياض على ال ... أوراق صدحا به الحشا صدعا
وله قصيدة مطلعها
وحقك لا أشكو الزمان وأعتب ... إذا كان عنى عامداً يتجنب
وأي لبيب أكرم الدهر قدره ... وهل هان الا اللوذعي المهذب
فلا فاضل ألا تراه بحسرة ... يبيت على فرش الأسى يتقلب
تعانده الأيام فيما بريده ... وتمنعه عما أتى يتطلب
وله من قصيدة ممتدحاً بها بعض قضاة حلب ومطلعها
مديحك أشهى للنفوس من الوصل ... ومرآك حقاً انه آية العدل
ومجدك قد سامى السماكين رفعة ... وقدرك قدر لا يدنس بالمثل
ثويت بأسنى المجد مذ كنت يافعاً ... وجئت رياض العز تمشي على مهل
فيا كعبة الأفضال يا منهل الندى ... ويا قاضياً يفضي على الحق في الفضل
أقمت بشهبانا شريعة أحمد ... وأيدتها بالعلم عن وصمة الجهل
ومزقت أثواب المظالم كلها ... وأظهرت دين الحق بالعدل والفضل