وأسلم بعز وريف ما الرياض زهت ... برونق الزهر من ورد وريحان
فأجابه الشيخ سعدي العمري ثانياً بقوله
سلافة الفضل في أقداح عرفان ... دارت علينا بها آيات حسان
حلت بماء بلاغات وقد عقدت ... تاج الفصاحة مشمولاً باتقان
ألقت على السمع نوراً من أشعتها ... فهز فكري به أعطاف نشوان
ونافحت مهجة لا الورد يعطفها ... عنها ولا نسمات الشبخ والبان
فبت أنظم من شمائلها ... بدائعاً ما احتواها فكر سحبان
لمن أعار الربا أنار شيمته ... فرأوحت بشذا رند وريحان
مولى كأن الأماني غرس راحته ... حتى غدا من رباها القاطف الجاني
من لم يدع لصروف الدهر غير يد ... شلا بهمته عن قرع انسان
يا واحداً لم يزل ووض الكمال به ... معللاً بندا من واحسان
اليك عذارا في أثواب تهنية ... بخير عام حليف اليمن جذلان
ودم بأسنى المعالي ما أدرت لنا ... سلافة الفضل في أقداح عرفان
وكتب اللوذعي السيد مصطفى الصمادي للمترجم
يوم أغر وليلة غراء ... نعم الصباح وحبذا الامساء
أحبب به يوماً تلته ليلة ... حسدت سناً اشراقها الأضواء
بتنا وعين الحظ يقطى لم تنم ... والدهر ملء جفونه اغفاء
والشمل مجتمع بصحب نظموا ... عقداً عليه بهجة وبهاء
وخليل وسطى العقد كنز المجد في ... جيد الزمان يتيمة عصما
فخر الأكارم من بني الصديد من ... فاقت به آباءها الابناء
البارع الندب المجيد بدائعاً ... تنمو فليس يحدها الاحصاء
سحر البلاغة في فصاحة لفظه ... سحبان عند بيانه فافاء
في الطرس ينثر من عقود أوشكت ... تهوي لتلقط درها الجوزاء
ملك الكمال كساه برد وقاره ... ان الملوك لها الوقار كساء
يقظ الجنان ولوذعي الفكر لم ... تسبق بوادي رأيه الآراء
ينبي بأعقاب الأمور كأنما ... تبدي حقائقها له الأشياء
رقت شمائله كما بكرت على ال ... روض الشمال تبلها الانداء
لو جاء في العصر القديم لانبا ... بعظم أخلاق له الانباء
مولاي يا بن أجل من وطئ الثرى ... بعد النبي وحسبك العلياء