خذها خريدة خدر فكرا قلت ... تسعى اليك وحليها اسحياء
والعفو عن تأخير مدحك مهرها ... وبمهرها تستملك الحسناء
فامنن وقابل بالقبول قصورها ... عن بعض وصفك تعجز البلغاء
واسلم ودام ما رأوحتك وباكرت ... تتلى عليك مدائح وثناء
فأجابه المترجم بقوله
بدر الفصاحة لاح منه ضيآ ... أم زهر طرس أفقها الآراء
أم تلك أنوار بدت من غادة ... سكرت بنشر حديثها الندماء
مياسة الأعطاف يخجل حسنها ... بدر السماء وهكذا الحسناء
فتانة الألحاظ ملء جفونها ... غمز بها لقتالنا ايماء
فجبينها اللاهي وطرة شعرها ... تعم الصباح وحبذا الامساء
أم زهر روض الفضل فتح نوره ... فتارجت بشميمه الأدباء
أم هذه الأقمار من فلك العلى ... ضاءت بها الأكوان والأرجاء
بل هذه آيات سحر بلاغة ... من سيد دأنت له الفصحاء
الماجد الفرد الذي أخلاقه ... لطف النسيم بها ورق الماء
مولى أعار أولى الفضائل برده ... فتمسكت بذيوله البلغاء
ذو نسبة لا الزهر في اشراقها ... كلا ولا الأنوار والأضواء
كم قد شهدنا من بدائع لفظه ... درراً تضئ بحسنها الجوزاء
يختال في حلل العلوم كأنما ... هزت معاطف فضله صهباء
فهو الذي اتخذ الكمال سجية ... وعلت بطيب أصله العلياء
وهو ابن خير المرسلين المصطفى ... من أشرقت بجبينه الظلماء
يا أيها المولى الذي أفكاره ... سجدت لعقد نظامها الشعراء
خذ بنت فكر بالحياء توشحت ... ان الغواني طبعهن حياء
وأسبل عليها ثوب عفوك انما ... يعفو ويسمح سادة كرماء
لا زلت في عز مدا الأزمان ما ... أهدى لذاتك يا مليك ثناء
وللمترجم قوله
لقد قال الحبيب وقد رآني ... أردد في محاسنه عيوني
إلى كم أنت تولع بالتصأبي ... ألم تحفظ فؤادك من جفوني
فقلت وقد أصابتني سهام ... أذاقت مهجتي كاس المنون
فكيف أرد طرفي عن محيا ... به أجلو صدى قلبي الحزين