نفحة الفجر من مهب الجنوب ... روحي مهجتي بطيب الهبوب
وأطيلي الوقوف بين المصلى ... وزرود وبين تلك الشعوب
واحملي من شذا تهامة نشرا ... ناشرا طي لذة المحبوب
وأرسفي بالنخيل من لابتيها ... حيث أظلاله مقيل الجبيب
والثمي رسم من أناخوا صباحاً ... في ذراه عن المحب الكئيب
وإذا ما أنتجعت أجراع حزوي ... وحمى الشعب من يمين الكثيب
فاسألي هذه المواطن عمن ... حل فيها من كل ظبي ربيب
رحلوا والفؤاد خلف النواجي ... حادياً يستفز بالتطريب
وطووا شقة الفلا واستقروا ... بتلاع العذيب عند الغروب
فاستقلت بهم نواحيه حتى ... شغلوا عن مولع محروب
فأريا بردة الدجى بانين ... ولهيب بين الحشا مشبوب
كلما عن ذكرهم رنحته ... لوعة ملء خليه والجنوب
وإذا ما استطار من نحو سلع ... برقهم وأصل البكا بالنحيب
وإذا جأوب الحمام هديلاً ... يشتكي الألف في القضيب القشيب
أخذته حمية الوجد حتى ... أوثقته برائعات الكروب
يا خليلي فاسعفا ذا قروح ... لم يغيره مؤلم التأنيب
ضاق ذرعاً عن عبء ما أوسعته ... محن البين كل ليث وثوب
خل يا عاذلي صنوف ملامي ... ما خلى الفؤاد مثل السليب
انما العشق والهوى لي طبع ... لم يزل في حديثه تشبيبي
وعيوني إذا العقيق تردئى ... سفحته بسفحه امهضوب
عللوني إذا أردتم حياة ... بحديث الغرام رغم الرقيب
وأثلجوا غلة الفؤاد بذكرى ... ما حواه بدر الكمال المهيب
كامل حل من ذرى فلك المج ... د مقاماً بحسن رأى مصيب
وهمام ما الحرب دارت رحاها ... وتلظى خلب الكمى الغضوب
فله العز والمفاخر تعزى ... والمعالي بالاسم والتلقيب
ليس يطوي الا على الحلم قلبا ... لا على ريبة ولا تكذيب
فمن اللطف قد تكون ذاتاً ... وصفاتاً من الجمال العجيب
نعم ليثاً للائذين وغيثاً ... ان دعى للندى وخير مجيب
وغياثاً للمستجير إذا ما ... مسه فرط لوعة ولغوب