فأجابه الخيارى عن هذا أيضاً ضمن كتاب بقوله
يا أيها المولى الذي ربه ... خوله من منه الأفضلا
كاتبت عبداً ذا وفاء لكم ... ما اختار تحريراً ولا أملا
أقر بالرق لكم أولاً ... والآن اذ كاتبته بالولا
واهدي إليه علبة مملوءة من قلب الفستق وكتب عليها
لما تركت القلب عندكم ... وغدوت مشغوفاً بكم صبا
وخشيت أن تخفي مكانته ... صيرت ما يهدي لكم قلبا
فأجابه الخيارى بقوله
لما علمت القلب عندكم ... أهديت لي من لطفك القلبا
أكرم به من زائر وافي ... أطفى اللهيب ورنح الصبا
ثم اهدي له الخيارى تمرامدنيا وكتب مع الجواب السابق قوله
مذ صار قلبكم المكرم عندنا ... أنزلته بحشاشتي دون السوى
وخشيت أن ينوي المرار تشوقا ... فبعثت حلواً ساتراً مر النوى
أقول ومنزع البصروي في بيتيه المرسلين للخيارى مع الفستق ما كتبه العلامة القاضي محب الدين الحموي إلى الاستاذ محمد البكري وقد أهداه فستقا
لما تملك قلبي حبكم فغدا ... مجرداً منه قلباً رق واستعرا
حررته فغدا طوعاً لخدمتكم ... محرراً خادماً وافاك معتذرا
فما ملوه بجبر حيث جاءكم ... مجرداً بمزيد الحب منكسرا
وللمترجم قوله ويخرج منه بطريق التعمية اسم سليم
ولائم لام على ... ترك طلا كالعندم
فقلت حسبي قهوة ... لي في الثنايا والفم
وقد تعارض مع بعض المتأخرين في هذا العمل بقوله
إذا عدم الساقي الشراب ولم يجد ... شراباً به قلبي يلذ ويطرب
فبين ثناياه ومبسمهن لي ... شراب من القطر المروق أعذب
وخاطب صاحب الترجمة الأمين المحبي المذكور في بعض قدماته من سفر بقوله
قدومك زين الدين يا خير قادم ... به ابتهج النادي وضاءت قبابه
فلا موطن الا احتوته مسرة ... ولا كمد الا وأغلق بابه
وكتب صاحب الترجمة البصروي إلى الشيخ إبراهيم الجنيني نزيل دمشق يستدعيه إلى داره بقوله