بقسطنطينية في أواخر سنة خمس وخمسين ومائة وألف ودفن في اسكدار رحمه الله تعالى وقد ذكرت له من شعره ما أثبته هنا فمنه قوله من قصيدة مطلعها
لله در المذاكي طاب مسراها ... سقيا لها حيث زاكى الوجد أسراها
السابقات التي ان جد فارسها ... أورت من القدح ما أضوى وأزكاها
تطوى الفيافي فلا طرف يسابقها ... ولا نسيم صبا الأسحار بأراها
يا حاد يا رام في البيداء يزجرها ... رفقاً فلا يدن منك الحدو أدناها
واعطف عليها فان البين أنحلها ... واحذر يذيب الجوى والوجد أحشاها
فلا البلابل في الأدواح تطربها ... من الهيام ولا القمري أسلاها
ولا اهتزاز القنا فوق القباب إذا ... ما اشتد حر الوغى واستد مجراها
تجوب فينا سهولاً وهي ضامرة ... وكم تجوز وعور أعز مسراها
لها الهنا حيث تسعى وهي هازلة ... كأنما داعي الأشواق ناداها
أو هاتف من اليم الخطب حذرها ... أو منذر من وقوع الحتف أنجاها
من قبل أن تتوارى الشمس في حجب ... ومسح أعناق أولاها وأخراها
فكم افكر منها الطرف وهي على ... الحصبا تهادي كان البرق أهداها
وليس الا مزيد الشوق يحملها ... إلى سليمان سامي القدر مولاها
ومن سرى في البرايا وهو واحدها ... على بساط الهدى يستام أبقاها
والعدل في مثله قد شاد منعته ... من بعد ما كان فرط الجور أوهاها
والحلم أضحى بديع الشكر حيث غدا ... مستكملاً في مزايا عزاً حصاها
منها
فمن يقابل اسدا في الفلا هزمت ... يؤمها حيث سارت حتف أعداها
شعث النواصي لها من سهمها لبد ... سود المخالب كالمصباح عيناها
كأنها حين سارت في الفلا شهب ... على الشياطين رب العرش ألقاها
ان الليالي المواضي كن عاطلة ... وهذه بلقاك السعد حلاها
فلا تزال لك الأيام طائعة ... وفق المراد كما تختار تلقاها
ومنها
فالله من فضله بالحكم فهمك ... الصواب فاشكر لنعمي أنت مولاها
لا زال في حكمك الآمال طامعة ... تأوي لك الناس أقصاها وأدناها
وقوله من قصيدة مطلعها
بلابل بشر المسرة تصدح ... على دواح أفراح من العز تفتح