وعرف الهنا فاحت نوافج طيبه ... فكل فؤاد من شذاه مروح
وضاع عبير العطر يعبق في ملا ... التهاني وأرواح البشائر تنفح
وروض العلا يفتر ثغر أقاحه ... سروراً بمن في رحبه يترنح
فيا قاطف اللذات دم متمتعاً ... بأنفس ما منه النفوس تروح
لقد طاب مجنى مأربي في ربا الصفا ... لمن رام في نيل المآرب يربح
وأسفر صبح السعد من وجه منحة ... تبيح النهى أو في الهنا حين تسنح
وترتاح آماق لديها تعشقت ... سحابتها أذوابل الدمع يسفح
ففازت بأقصى ما ارتجاه مؤمل ... وانضر ما فيه النواظر تسرح
وقرت مناء حيث سرت سرائر ... حباها أمانيها الزمان المفرح
حست كأس بشراها دهاقاً وعللت ... غليل فؤاد وارى الوجد يقدح
فقد طاب للآمال من صفقاتها ... غنائم أمن للبرية تفتح
ومد ظلال العدل صافي رواقه ... على جلق والدهر يسخو ويسمح
فيا طرف طرف اللحظ لا زلت راتعاً ... ورهبك في أهنى المواهب أفسح
بظل سليمان الذي ليس ينبغي ... لشهم سواه في البرايا ويصلح
وقوله من قصيدة
سمح الدهر باللقا والتداني ... وغدا السعد من حظوظي داني
ولقد حزت من بلوغ مرامي ... ولذيذ الهنا ونيل الأماني
ما به القلب مستزيد سروراً ... ويزيل الضنا عن الجثمان
ان تغنت ورقا على غصن بان ... هيمتني وحركت أشجاني
تشتكي حرقة الجوى والتنائي ... فكأن الذي شجاها شجاني
قوله فكأن الذي شجاها شجاني أقول قد رأيت في الحمام والورق وما ينضاف إلى ذلك للمتأخرين والمتقدمين مقاطيع وما ينضاف إلى المقاطيع من نوابغ أدبيات شيأً كثيراً فمن ذلك قول صاحب مصارع العشاق
رب ورقاء في الدياجي تنادي ... الفها في غصونها المياده
فتثير الهوى بلحن عجيب ... يشهد السمع انها عواده
كلما رجعت ترجعت حزناً ... فكأنا في وجدنا نتبادة
ومن ذلك قول ابن قرطان المغربي
ذكرتني الورقاء أيام أنس ... سالفات فبت أجري الدموعا